الطريقة التي يجب أن يتبعها طالب العلم الشرعي، وما الكتب التي تنصحون بقراءتها؟
- فتاوى
- 2022-01-01
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (8093) من المرسل، يقول: ما الطريقة التي يجب أن يتبعها طالب العلم الشرعي؟ وما الكتب التي تنصحون بقراءتها؟
الجواب:
الشخص إذا أراد أن يطلب علماً شرعيّاً فلا بد له من معرفة البلد التي هو فيها، وإذا افترضنا أن هذا السائل في بلد فيه دراسات إسلامية منظمة؛ كمعاهد علمية وكلية شريعة، فبإمكانه أن ينتظم في معهد من المعاهد الدينية ويدرسَ دراسة منظمة، وإذا انتهى من المعهد يسجل في كلية الشريعة ويدرس فيها، وإذا انتهى منها يسجل في الدراسات العليا في دراسة الماجستير ويتخصص في العلم الشرعي كالفقه أو الأصول، وإذا انتهى من دراسة الماجستير يسجل في الدكتوراه.
ولا مانع من أن تكون له دراسة إضافية، وبخاصة الدروس التي لا تُدرّس، أو تُدرّس ولكن على وجهٍ لا يكفي للطالب، فبإمكانه أن يتوسع في الفقرات الموجودة في المنهج التي لا تُدرَّس تدريساً موسَّعاً.
وبإمكانه أيضاً أن يدرسَ دراسةً إضافيةً الموضوعاتِ التي لا تقرر أصلاً، وبإمكانه أن يستعين بمن يثق به من أهل العلم في البلد التي هو فيها من جهتين:
أما الجهة الأولى: فهي بأن يستعين به في تعيين الكتب التي تناسب الدراسة، ويستعين به أيضاً في قراءة هذه الكتب عليه، وبهذه المناسبة فإني أنصح بقراءة بعض الكتب، ومن هذه الكتب:
- الكتب التي تُعنى بتخريج الفروع على القواعد الأصولية؛ ككتاب التمهيد للأسنوي في تخريج الفروع على الأصول، وكتاب تخريج الفروع على الأصول للزنجاني. والمهم أنْ يدخل هذا المدخل.
- وكذلك الكتب التي تعنى بتخريج الفروع على القواعد الفقهية، والكتب التي تعنى بتخريج الفروع على القواعد الفقهية كثيرة جدّاً؛ فمن ذلك قواعد ابن رجب، وكتاب المجموع المُذهب في قواعد المَذهب، وكتاب المنثور، وثمة كتب كثيرة تعنى بتخريج الفروع على القواعد الفقهية في كل مذهبٍ من المذاهب الأربعة، وهذا جانب تخريج الفروع على الأصول.
- وأنصح أيضاً بدراسة مقاصد الشريعة والتفريع، ومن أحسن من تطرق إلى هذا الموضوع عالمان:
- أحدهما الشاطبي في كتابه الموافقات؛ فقد خصص قسمَا من كتاب الموافقات لمقاصد الشريعة؛ مقاصد الشارع ومقاصد المكلف، والثاني العز بن عبد السلام في كتابه قواعد الأحكام في مصالح الأنام. والمهم هو أن يكون لطالب العلم اتجاهٌ إلى دراسة مقاصد الشريعة والتفريع عليها.
- ومما ينبغي الاهتمام به أيضاً علم الفروق؛ وعلم الفروق فروقٌ بين القواعد الأصولية، وفروقٌ بين القواعد الفقهية، وفروقٌ أيضاً بين القواعد اللغوية، وقواعد العقائد، وقواعد السلوك، ومن أوسع الكتب في ذلك كتاب الفروق للقرافي. وعلم الفروق المتعلق بالفروع الفقهية له كتب مؤلفة خاصة به وموجودة في السوق، ويوجد أيضاً جزء من علم الفروق تابعٌ لقواعد الفقه؛ مثل ما يوجد في كتاب الأشباه والنظائر للسيوطي؛ ففيه قسمٌ خاصٌّ بالفروق. والمهم هو أن يكون لطالب العلم اتجاه إلى معرفة علم الفروق، سواءٌ أكان علم الفروق بين الفروع أو علم الفروق بين القواعد.
- ومما يحسن التنبيه إليه أيضاً عناية طالب العلم بمعرفة أسباب خلاف العلماء، وكتب الأسباب صنفان:
أما الصنف الأول فهو: المصنفات في قواعد أسباب الخلاف، ومن ذلك: كتاب الإنصاف في معرفة أسباب الخلاف للبطليوسي، وكتاب الإنصاف لولي الله الدهلوي، ورفع الملام عن الأئمة الأعلام لشيخ الإسلام، ومقدمة أصول التفسير لشيخ الإسلام أيضاً؛ لأن أسباب الخلاف منها أسباب اختلاف المفسرين، وأسباب اختلاف المحدثين، وأسباب اختلاف الأصوليين، وأسباب اختلاف الفقهاء.
فالمهم أن يدخل طالب العلم هذا المدخل، وهذا نوع.
والنوع الثاني من الكتب هو ما طبَّق أسباب الخلاف؛ مثل كتاب: بداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد، فإنه كتابٌ جليلٌ من ناحية تطبيقه لقواعد أسباب الخلاف، فيدرس طالب العلم الدراسة النظرية، ويدرس أيضاً الدراسة التطبيقية.
- ومما يحسن التنبيه إليه أيضاً أن يدرس طالب العلم مناهج العلماء المتقدمين في علم الخلاف ومناقشة الأدلة، ومن أحسن ما كتب في هذا -فيما أعلم- كتاب الملخص في الجدل للشيرازي، وقد اختصره في كتاب المعونة.
ومن ذلك أيضاً: الجدل على طريقة الفقهاء، وكذلك كتابٌ للباجي اسمه المنهاج في ترتيب الحجاج، وكذلك الكتب التي أُلفت في آداب البحث والمناظرة؛ لأن كتب آداب البحث والمناظرة تتعلق بالحدود، وتتعلق أيضاً بالبرهان -الدليل المنطقي-، فكتب آداب البحث والمناظرة لها عنايةٌ في التصور والتصديق.
- ومما يحسن التنبيه إليه أيضاً أن تكون لطالب العلم عنايةٌ بمعرفة مصطلحات المذاهب؛ فإن لكل مذهبٍ مصطلحاتِه الخاصة، وله أيضاً مؤلفاته الخاصة، وهي موجودة ومتيسرة في الأسواق.
هذه أمور ذكرتها على سبيل التنبيه، ووقت البرنامج لا يتسع للتوسع في الموضوع أكثر من ذلك، وبالله التوفيق.