الفتوى رقم (10251) من المرسل السابق، يقول: ما حكم الغش في الامتحانات؟ وإذا قام المدرس بتوضيح سؤالٍ صعب في ورقة الامتحان لإيصال الفكرة فقط هل عليه إثم؟

الجواب:

        الرسول ﷺ قال: « من غشنا فليس منا ». وإذا نظرنا إلى تحليل كلمات هذا الحديث وجدنا أن كلمة (من): عامة للرجال والنساء والراعي والرعية. والراعي درجاته تختلف فأعلى شخص مسؤول راعٍ، وأدنى شخص مسؤول راعٍ.

        فعلى سبيل المثال: الإمام راعٍ في الصلاة ومسؤول عن رعيته، المؤذن راع ٍ في الأذان ومسؤول عن رعيته، والمدرس راعٍ في طلابه ومسؤول عن رعيته؛ هذا من جهة كلمة: « من ».

        وكلمة « غشّ » هذه عامة. هذا فعل ماضٍ إذا أرجعناه إلى أصله وجدنا أنه يقرر أصلاً أن الغش سواءٌ كان قليلاً، أو كان كثيراً، أو كان في الأقوال، أو كان في الأعمال، أو كان في المقاصد، أو كان في الكفّ عن الأمور؛ إلى غير ذلك من وجوه الأشياء التي تدخل تحت المدلول هذا.

        وكلمة « نا » من غشنا. الرسول ﷺ هو لا يقصد ذاته؛ وإنما يقصد الصفة التي يتصف بها وهو أنه مبلغٌ عن الله شرعه؛ فحينئذٍ هذا مندرجٌ في جميع مجالات الشريعة.

        وقوله ﷺ: « ليس منا » هذا فيه تخويفٌ وترغيبٌ للإنسان الذي يرتكب هذه الجريمة.

        وما سأل عنه السائل هو داخلٌ في هذا؛ لأن هذا امتحان يأخذ عليه الطالب أجرة، وهذه الأجرة هي الدرجات، فإذا وجد من يعينه على ذلك ، يكون هذه الإنتاج مشترك بينه وبين من أعانه، فيُعطى درجاتٍ زائدة مُضافة إلى الدرجات التي يستحقها في الأصل، وهذه الدرجات الزائدة مقابلها من العمل ليس من إنتاجه وإنما هو من إنتاج غيره. وبناءً على ذلك لا يجوز الغش من الطالب ولا من المُدرس، وإذا غشّ المُدرس فلا يجوز للطالب أن يقبل هذا الغش. وبالله التوفيق.