Loader
منذ سنتين

كيف يتخلص الإنسان من الفتن في بيته بالنسبة لنفسه ولأولاده وزوجته؟


  • فتاوى
  • 2022-02-11
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11146) من المرسل السابق، يقول: كيف يتخلص الإنسان من الفتن في بيته بالنسبة لنفسه ولأولاده وزوجته وغير ذلك؟

 الجواب:

        الحصانة تكون للإنسان، وتكون في الأسرة، وتكون في المجتمع.

        فأما بالنظر إلى الحصانة في الفرد، فهذه راجعة إلى الشخص نفسه؛ يعني: واجب عليه أن يحصن نفسه فلا يترك واجباً ولا يفعل محرماً. ولهذا يقول بعض الحكماء: إذا أردت أن تصلح العالم فابدأ بصلاح نفسك؛ فإن العالم مكون من أفراد أنت منهم. فإذا سعى الإنسان في صلاح نفسه، وعمل مراقبة دائمة لنفسه يكون هذا الشخص قد أبعد نفسه عن الفتن؛ لكن هذا الشخص تكون له مسؤولية متعدية، تكون متعدية إلى أسرته؛ عنده زوجة، عنده أولاد، يأتون بالمنكرات في البيت، والله -جلّ وعلا- يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}[1]، ويقول رَسُولَ اللَّهِ ﷺ: « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته ».

        فالشخص صاحب البيت هو مسؤول عن نفسه وعن جميع أفراد رعيته في البيت.

        على هذا الأساس عندما يقوم بما يجب عليه شرعاً، ويمنع جميع وسائل الفساد التي تفسد زوجته، وتفسد أولاده في البيت يكون قد حصن أسرته، فهو قد حصّن نفسه أولاً ثم حصّن أسرته ثانياً.

        ولو أن الناس يقومون بهذين المبدأين ما تجد منكراً في الخارج.

        أما الحصانة الثالثة وهي الحصانة الاجتماعية؛ بمعنى: المنكرات التي تقع في المجتمع فيما بين الناس؛ فهذه حصانتها لا تحصل إلا بانكفاف بعض الناس عن بعض تلقائياً، أو أن الجهات المسؤولة التي أناط الله بها المسؤولية في هذه الأمور كلّ على قدر مسؤوليته يقوم بذلك، فقد تكون في مدرسة، وقد تكون في مسجد، أو تكون في سوق تجاري وما إلى ذلك. فعلى كلّ حال الجهات التي وكل إليها أن تعالج هذه الأمور، وتعمل حصانة اجتماعية هي التي يجب عليها أن تسعى إلى علاج هذه الأمور؛ وإلا فكلّ شخص حمله الله مسؤولية سيسأله عنها يوم القيامة، ولهذا يسأل الإنسان يقال له: لم فعلت؟ وكيف فعلت؟

         لم فعلت؟ هذا بالنظر إلى القصد؛ لأنه قد يفعل الشيء لله، وقد يفعله لغير الله، كما ما جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله، الرجل يقاتل شجاعة والرجل يقاتل حمية والرجل يقاتل ليرى مكانه، أي ذلك في سبيل الله؟ قال: « من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله ». وقال ﷺ: « من تعلم العلم ليماري به العلماء أو ليجاري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه فالجنة عليه حرام » أو كما قال ﷺ؛ فالغرض هو:أن هذه الأمور كلّ شخص مسؤول عما حمله الله جل وعلا.

        وفيه -أيضاً- كيف فعلت؟ هذا بالنظر إلى المتابعة؛ يعني: لم فعلت هذا من جهة القصد، وكيف فعلت هذا من جهة المتابعة، يعني: هل عملك هذا مطابق لما شرعه الله في القرآن؛ وكذلك ما جاء على لسان رسوله ﷺ من السنة؛ لأنه لا ينطق عن الهوى؛ وكذلك يُسأل أسئلة أخرى، وهي عما: « لن تزولا قدما عبد حتى يسأل عن ماله فيم جمعه وفيم أنفقه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم عمل به ».

        فكلّ شخص يجب عليه أن يقوم بما حمّله الله -جلّ وعلا- من المسؤولية؛ وذلك من أجل أن يلقى الله وذمته بريئة. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (6) من سورة التحريم.