Loader
منذ 3 سنوات

حكم الأجير الذي لا يتقن العمل إلا أمام الكفيل. وحكم الكفلاء الذين يظلمون العمال في حقوقهم أو يؤخرونها عليهم


الفتوى رقم (7170) من المرسل السابق يقول: بعض الناس يستأجر أجيراً لكن هذا الأجير لا يتقن العمل إلا أمام الكفيل. وبعض الكفلاء يظلمون العمال في حقوقهم أو يؤخرونها عليهم، فهل من توجيه لهؤلاء؟

الجواب:

        يقول -جل وعلا-: "وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ"[1]، ويقول -جل وعلا-:"إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ"[2]، ويقول -جل وعلا- في الحديث القدسي: « يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ».

        وبناءً على ذلك فإنه لا يجوز للشخص أن يظلم، ولا فرق في ذلك بين ظلم الوالد لولده، أو الولد لوالده أو والدته، أو الأخ لأخيه، أو الجار لجاره، أو الزوجة لزوجها، أو الزوج لزوجته، أو الشخص إذا استأجر أجيراً أو أي فرد من أفراد الناس؛ لأن الله حرّم الظلم على نفسه وحرّمه على خلقه من جهة أن بعضهم لا يظلم بعضاً.

        ومما يحسن التنبيه عليه أن بعض الأشخاص يأتي بخادمة، يأتي بسائق، يأتي بعمّال؛ ولكن يكون عنده تصورٌ في نفسه أنه يستطيع التصرف فيهم كيف يشاء؛ لأنهم ليسوا في بلدهم ولا يستطيعوا أن ينتصروا لأنفسهم.

        فقد سألني بعض العمّال وقالوا: إن الكفيل يجمعنا معه في السكن ويضربنا حتى نوقّع على أننا استلمنا أجورنا منه ونحن لم نستلم شيئاً! وسألني بعض العمّال فقالوا: يوقع العقد العمل معنا في بلادنا بستمائة ريال للشهر، فإذا جئنا أجبرنا على أن الأجرة تكون ثلاثمائة ريال! وعلى هذا الأساس فكل شخصٍ كائناً من كان لا يجوز له أن يظلم من ولاه الله أمره، ولا يجوز له أن يظلم من لم يوله الله أمره لكنه قادرٌ على ظلمه بعلمه أو بغير علمه؛ لأن هذا الظلم الذي يقع يُكتب في صحيفة الشخص، وإذا جاء يوم القيامة جاء المظلوم يطلب حقه من الظالم فينظر في سجل الظالم فإذا كان له حسنات في سجله أُخذ من حسناته و دُفعت للمظلوم، وإذا فنيت حسناته ينظر إلى كثرة الظلم الذي يقع منه في الدنيا فإنه يؤخذ من سيئاتهم وتضاف إلى سيئاته ثم يلقى في النار.

        فعلى الشخص أن يتخفف ما دام على قيد الحياة، فقد قال الله -جل وعلا-:"فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)"[3].

        وعليه أن يتذكر أنه إذا كانت عنده قدرة على الخادمة أو السائق أو العامل أو أي شخصٍ له سلطة عليه أن يتصور قدرة الله -جل وعلا- وأن ما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (46) من سورة فصلت.

[2] من الآية (40) من سورة النساء.

[3]  الآيات (7- 8) من سورة الزلزلة.