الاجتماع في يوم العيد مع من يرتكب الشركيات والصلاة معهم
- الشرك
- 2021-12-27
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4899) من المرسل أ. ط من السودان، يقول: إذا كنا أهل حي وبيننا اختلافٌ عقائدي بحيث يقوم بعض الناس بأعمال قد تكون مخالفة وفيها نوع من الشرك كان يصرفوا عبادة لغير الله؛ كالحلف، والذبح، وغيره؛ ولكننا في صلاة الأعياد مثلاً قد لا نجتمع في صعيد واحد، فهل هذا يجوز رغم علمنا بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم، فهل إذا صلينا كل واحدٍ على حدة يعتبر فيه مخالفة للشرع؟ رغم أن المسلمين ينبغي أن تتوحد كلمتهم كما أن ربهم واحد وقبلتهم واحدة؟
الجواب:
أولاً: أن الشخص إذا أعطاه الله بصيرة، ووفقه لطلب العلم، يسر له أسبابه، ووصل إلى درجة التمييز بين ما يكون واجباً، ومندوباً، ومباحاً، ومكروهاً، ومحرماً، وشرطاً، وسبباً إلى غير ذلك من الأحكام، ويستطيع أن يحكم على العمل أو على القول بأنه صحيحٌ أو فاسد، فينبغي أن يرشد إخوانه الذين يوجدون في الجهة التي هو فيها، يحصر ما يقع منهم من المخالفات ويبين لهم أن هذه أمورٌ مخالفةٌ للشرع ويبين لهم الأدلة الدالة على حصول هذه المخالفة، وتكون دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة، لا يكون فضاً ولا غليظاً، ولا ييأس إذا كرر الدعوة ووجد عدم القبول منهم.
وأما ثانياً: فإن الأمور التي تقع من الناس وتكون مخالفة ينبغي أن تميز بين هذه المخالفة وأن يحكم عليها بالحكم الذي يتفق مع حكم الله جل وعلا؛ لأن بعض الناس قد يكون عنده قصور في العلم فيصدر أحكاماً على أمورٍ ولا يكون مصيباً بأحكامه على هذه الأمور فقد يكون الحكم الذي يحكم به مخالفاً تماماً للحكم الشرعي، وقد يكون زائداً على ما هو مطلوبٌ من الحكم، وقد يكون ناقصاً على ما هو مطلوبٌ من الحكم.
والمطلوب: أن يكون حكمه على المسألة مطابق لحكم الله جل وعلا، وهذا يحصل للشخص عندما يعرف الواقع تماماً ويعرض هذا الواقع على موضعه من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، وحينما يحصل ذلك، فإن الشخص يكون تغيير المنكر عليه سهلاً، وكذلك بالنظر إلى الناس فإنهم سيقبلون منه؛ لأنه يسعى في مصالحهم من جهة، ويحب أن يعرف الواقع من جهةٍ أخرى، ومن جهة ثالثةٍ يعالج هذه المخالفات حسب الطريقة الشرعية. وبالله التوفيق.