Loader
منذ 3 سنوات

حكم الاستخارة بعد صلاة الفريضة


  • الصلاة
  • 2021-07-11
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (5715) من المرسلة السابقة، تقول: عندما أستخير الله فإنني أستخيره يومياً مع الفروض الخمسة، بالرغم من أنني لا أصلي السنن الرواتب. فهل يجوز ذلك؟

 الجواب:

        الشخص يحافظ على الصلوات الخمس، ومن فضل الله وإحسانه أن شرع الرواتب وشرع التطوع؛ لأن الشخص قد لا يأتي بالفرائض على الوجه الأكمل فيحصل نقصٌ، وهذا النقص يحتاج إلى تكميلٍ يوم القيامة، ولهذا عندما تعرض صلاته على الله يوم القيامة ويجد فيها نقصاً، يقول: انظروا لعبدي هل له من تطوع؛ وذلك من أجل أن تكمل به الفرائض.

        فالرواتب أربع ركعاتٍ قبل الظهر، وأربع ركعاتٍ بعد الظهر، وبالنسبة للعصر قال ﷺ: « رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربع ركعات »، أما المغرب فله راتبة ركعتان بعدها، والعشاء له راتبة ركعتان بعدها، والفجر له راتبة ركعتان قبلها.

        ومن السنن سنة الوضوء إذا توضأ الشخص فإنه يصلي ركعتين سنة الوضوء، وكذلك إذا دخل المسجد، لعموم قوله ﷺ: « إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين »، وكذلك بالنسبة لصلاة الضحى أقلها ركعتان ولا حدّ لأكثرها، وكذلك بالنسبة لصلاة الليل فقد كان ﷺ يصلي إحدى عشرة ركعة، وفي بعض الليالي يصلي ثلاث عشرة ركعة؛ هذا بالنظر للحضر.

        أما بالنسبة للسفر فقد كان ﷺ يحافظ على الوتر، ويحافظ على ركعتي الفجر؛ وأما بالنظر للتطوع فإن بابه واسع فإذا أراد الشخص أن يتطوع مثلاً بين الظهر والعصر يصلي ما شاء من التطوع، وبين المغرب والعشاء مثلاً؛ المهم أنه إذا أراد أن يتطوع من نفسه في الأوقات التي تشرع فيها صلاة التطوع.

        فهذه الأعمال كلها راجعةٌ إليه، لعموم قوله-تعالى-: "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)"[1].

         هذا بالنظر إلى الجواب على سؤال هذه المرأة من جهة أنها تحافظ على الفرائض ولكنها لا تأتي بالرواتب.

        وتقول في سؤالها: إنها تفعل الاستخارة. ولا أدري عن قولها هذا هل تفعل الاستخارة؛ بمعنى: إنها تستخير وتدعو بعد الانتهاء من صلاة الفرض، أم أنها تأتي بالاستخارة بعد كلّ فريضة وتدعو بدعاء الاستخارة؛ ولكن دعاء الاستخارة ليس بمشروعٍ على هذه الصفة.

        وقصدي بالصفة -هنا- أنه لم يشرع للإنسان أنه يستخير بعد كل فريضةٍ، فالاستخارة لها صفات معينة: هي ركعتان يصليهما في الوقت الذي تشرع فيه صلاة النافلة، ويدعو بعد السلام بدعاء الاستخارة.

        وعلى كلّ حال فدعاء الاستخارة أو صلاة ركعتي الاستخارة أو الدعاء بعدها لا يُغني عن فعل الرواتب. وبالله التوفيق.



[1] الآيتان (7-8) من سورة الزلزلة.