حكم العيش مع تارك الصلاة والأكل معه، ودفنه في مقابر المسلمين
- الصلاة
- 2021-09-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1385) من المرسلة السابقة، تقول: هل يصح للإنسان الذي يعيش في عبادة الله أن يُعاشر تارك الصلاة ويأكل معه في إناءٍ واحد؟ وهل يجوز للمسلم المؤمن أن يُدفن في مقبرة دُفن فيها تاركو الصلاة؟
الجواب:
في جواب السؤال الذي سبق قبل هذا، ذكرت أن تارك الصلاة لا يُدفن في مقابر المسلمين؛ وإنما يُدفن في مكانٍ بعيد عن مقابر المسلمين لئلا يتأذوا به، فإذا كانت المقبرة مخصصةً لمن يترك الصلاة فلا بدّ من وجود مقبرة للمسلمين في تلك البلد.
وأما ما ذكرته السائلة من جهة الجلوس معه والأكل معه وما إلى ذلك، فهذا يختلف باختلاف المقصود، فإذا كان المقصود هو استمالته ودعوته لعل الله سبحانه وتعالى أن يهديه، وأن ينقله من هذه الدائرة دائرة ترك الصلاة إلى المحافظة على الصلاة؛ فهذا قصد جيد، وأرجو أن يؤجر صاحبه عليه.
وأما إذا كان الهدف هو الانتفاع من هذا الشخص بدنياً أو مادياً أو غير ذلك من وجوه الانتفاع؛ فحينئذٍ لا يكون المقصود من ذلك مقصوداً شرعياً، ولهذا يقول الله -جلّ وعلا-:"لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ"[1] إلى آخر الآية. فالشخص الذي رغب عن الله ورغب عن دين الله، هذا لا حاجة للإنسان في أن يميل إليه، وأن يحترمه وأن يقدره؛ بل عليه أن ينظر فإذا كان يستخدم الوسائل لدعوته إلى الإسلام، فليس عليه في ذلك حرج كما سبق، وإذا كان لغير ذلك فلا يجوز؛ بل يكون آثماً. وبالله التوفيق.