حكم الدعاء على العم إذا كان يسيء لسمعة ابنة أخيه
- فتاوى
- 2021-12-28
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5095) من المرسلة السابقة، تقول: تقدم لي شاب يتزين بالدين والخلق والأعمال الحسنة، لكن أهلي رفضوه بحجة أنه غريب، مع أنه يسكن في نفس الحي الذي نسكن فيه، أما عمي فقد ذهب إلى والد الشاب ولوث سمعتي وابتعد عني ذلك الشاب، وما زلت أدعو على عمي حتى الآن هل أنا آثمة فيما فعلت؟
الجواب:
الشخص عندما يريد أن يقدم على الزواج بيَّن الرسول ﷺ الحكم في ذلك فقال: « إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير »، فالشخص إذا كان مرضي في دينه وأمانته لا ينبغي أن يُرّد، والمرأة إذا كانت مرضية في دينها وأمانتها، وأقبل الإنسان على خطبتها، فلا ينبغي أن يمتنع عن ذلك، وتدّخل أحد في هذا الأمر عندما يكون كلٌ من الزوجين مرضي في دينه وأمانته هذا دخول من الشخص في أمرٍ لا يعنيه، بل إنه لا يجوز له أن يتدخل في ذلك بل الذي ينبغي هو أن يعين على ذلك؛ لأن الإعانة على ذلك من التعاون على الإثم والعدوان.
أما هذه المسألة المسؤول عنها فحقيقة الأمر راجعة إلى واقع هذا الشاب من ناحية دينه وأمانته، وواقع هذه الشابة من ناحية دينها وأمانتها، فإذا كان العم كاذب بما نسبه إليها، فلا شك أنه آثم، ولكن ينبغي على هذه البنت أن تسامح عمها؛ لأن عم الرجل صنو أبيه، ومن عفا وأصلح فأجره على الله، هذا من ناحية.
ومن ناحية ثانية هي لا تدري عن حقيقة وواقع هذا الشاب، فقد يكون العم قد فعل ذلك من ناحية أن الشاب لا يصلح لما سمع عنه من سمعة سيئة، ولكنه لا يريد أن يقابلهم يقابل أهله بسوء سمعة الولد، ولكن اتخذ ذلك وسيلة وذلك من أجل أن ينصرف الشاب عن هذه البنت ويكون عمله هذا على سبيل الحكمة، ولكن الذي ينبغي هو النظر إلى واقع الأمور لا إلى ظواهرها. وبالله التوفيق.
المذيع: رد الخاطب باعتباره غريب كما وصفت، هل يرى فضيلتكم التعليق على هذا الموضوع؟
الشيخ: المرأة هي التي ستعيش مع الرجل، والمرأة لها ولي، وقد يكون إدراكها ضعيفٌ من ناحية الكم، وضعيفٌ من ناحية الكيف وضعيفٌ أيضا من ناحية بعد النظر. وبعد النظر؛ هو عبارةٌ عن النظر إلى ما يترتب على هذا الزواج على المدى البعيد، ولا شك أن أخذ المرأة شخصاً من بلدها وأقاربها فيه مصالح كثيرة، ومن أهم المصالح هو ما إذا حصل بين الزوجين أولاد ثم حصلت فرقة بينهما تكون المرأة في بلدها ووالدهم في بلده، وكذلك الأولاد فيسهل قربهم من أمهم عندما يكونون عند أبيهم، أو يسهل قربهم من أبيهم عندما يكونون عند أمهم، أو يحصل رجوع من الأب للزوجة فيما بعد يكون فيه جمع شمل.
أما إذا كان الرجل غريباً، وساءت العلاقة بينه وبين الزوجة، فقد يأخذ الأولاد، وبعد ذلك يحصل مشقة على الأم؛ لأنها لا تستطيع سكناهم ولا نفقتهم، ولا كسوتهم ولا تستطيع تربيتهم ومراقبتهم وغير ذلك، فيأخذهم والدهم فتتعلق بهم وبعد ذلك يحصل عليها مشقة في ذلك ولا شك أن غيب الأمور راجعٌ إلى الله جل وعلا؛ ولكن هذا بحسب الإدراك البشري البسيط. وبالله التوفيق.