Loader
منذ 3 سنوات

حكم الذهاب للمشعوذين ودفع أموال لهم ؛ لإنجاب الأطفال ؟


الفتوى رقم (100) من مرسلين مختلفين، ولكن موضوعهما واحد، أحدهما رمز لاسمه بـ « أ. ي. ح. م » من اليمن الشمالي من مدينة الراهدة، والثاني ع.خ. مصري الجنسية مقيم في الجمهورية العراقية / محافظة الأنبار.

 كلتا الرسالتين تدور حول:

        أن زوجتيهما لا تنجبان، والسائل من اليمن يقول: عندما سافرت وتركت زوجتي التي لا تنجب وعدت إليها وجدتها تقول: بأنها ذهبت إلى أحد المشعوذين وقد قال لها: إن فيها جنًّا وشياطين يقتلون أطفالها، ولكن إذا دفعت مبلغا من النقود فسوف يخرج عنها هؤلاء الشياطين وهؤلاء الجن، والزوج السائل رفض ولم يسلم لها المبلغ الذي تريده وقال: هذه خرافات فلا تصدقي المشعوذين، لكنني لم أستطع إقناعها مدة طويلة، ولم تعطني أي حق من حقوق الزوج بسبب هذا الخلاف حول هذه القضية، فما الحل؟ هل أسلم لها المبلغ الذي طلبته، وأنا غير معتقد لذلك وأنا مسلم أخاف الله عزوجل؟ هذا في ما يخص سؤال السائل من اليمن.

أما السائل الآخر من العراق فيقول:

        إن هناك سيداً ينتمي إلى آل البيت رضي الله عنهم يأخذ اسمي واسم والدتي واسم زوجتي واسم والدتها، وفعلا أرسلت له ذلك ومن دون أن يرانا أو يعرفنا قال لحامل الرسالة هؤلاء ليس عندهم أطفال، والسبب أن يكون لهم قرينة أو عُمِل لهم عمل، ولأننا نتقي الله ما استطعنا، ونحن ملتزمون بالإسلام فنرجو إعلامنا هل يجوز لنا الذهاب إليه لفك ذلك السحر كما قال، أم أن هذا دجل وشعوذة؟ علما أنني قرأت في كتاب الطب النبوي للإمام ابن القيم أن رسول الله قد سحرته اليهودية، وأنه دعا الله فدله على السحر[1]، وأبطل مفعوله.

الجواب:

        هاتان الظاهرتان يوجد لهما أمثال في مواضع مختلفة من بلاد الله، ذلك أن بعض الأشخاص ينصب نفسه على أساس أنه يعالج الناس، ويستخدم التنجيم والكهانة والسحر والعرافة إلى غير ذلك من الأساليب الشيطانية من أجل أن يروج بها على الناس ويبتزهم لأخذ الأموال.

        ويوجد من الناس من لا تكون عنده حصانة إيمانية تجعله يقف عن الاتجاه إلى هذه الطرق المؤدية إلى هؤلاء الأشخاص، فيكون عنده انجراف، ويأتي إلى السيد ويكذب عليه في الكلام، ويخدعه ويأخذ منه المال، هذا مضاف إلى ما قد يلتبس بالأمر من الأمور الشركية التي يفعلها مدّعي المعالجة، وكذلك ما قد يقترحه من الأعمال الشركية التي يفعلها الشخص الذي يريد أن يعالج، وقد يقترح بعضهم أنه يأخذ كبشا ويدور به على محل سبع مرات ويذبحه، أو يعين له مكانا معينا يقول: اذهب واذبح هذا في المكان الفلاني.

        المقصود: أن عملهم هذا لا يجوز، وأن الذهاب إليهم لا يجوز، ولا يجوز أن يدفع الرجل لامرأته نقوداً من أجل أن تذهب إليهم؛ لأن هذا من التعاون على الإثم والعدوان، وقد نهى الله عنه بقوله تعالى: "وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"[2] ثم إن عمل هؤلاء منه ما يكون محرماً، ومنه ما يكون شركاً.

        فعلى العبد أن يتقي الله في نفسه، وفي من ولاه الله أمره، فلا يذهب لا بنفسه ولا يسمح لمن ولاه الله أمره أن يذهب إليهم ولا يعينهم على ذلك، وفيما جاء في القرآن وما جاء في السنة من الأدعية المشروعة الخير والبركة.

        فعلى العبد أن يبحث عن العلاج الشرعي كما جاء في القرآن وكما جاء في السنة، وبالله التوفيق.



[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الطب، باب السحر(7/136)، رقم(5763)، ومسلم في صحيحه، كتاب الآداب، باب السحر(4/1719)، رقم(2189).

[2] من الآية (2) من سورة المائدة.