حكم الجار الذي يؤذي جاره ويتكلم في غيابه
- فتاوى
- 2021-07-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5118) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: ما حكم الجار الذي لا يسلم على جاره منذ وقتٍ طويل، ولا يدخل بيته مما يقارب عشر سنوات. وسؤاله الثاني: ما حكم الجار الذي يؤذي جاره طول الوقت، ويتكلم في غيابه؛ حتى تضيع سمعته ويكون مكروهاً عند المجتمع بأشياء ليست فيه وليست من صفاته. وسؤاله الثالث:إذا عرفت أن هذا الجار يرغب الإضرار بي وبعائلتي ويكره والدي وأسرتي هل يجوز لي زيارته وقت الأعياد وعند المرض وإسعافه وقت الضيق إذا طلب ذلك؟
الجواب:
هذا السؤال من الأسئلة المتعلقة بالعلاقات الاجتماعية، وهذه العلاقة من ناحية العين هي علاقة الجار بجاره، والرسول ﷺ يقول: « ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ».
ولا شك أن الجار له شأنٌ عظيمٌ من جهة رعاية حقوقه من الناحية الأدبية، ومن الناحية الاجتماعية، ومن الناحية الدينية يعني رعايته من هذه النواحي.
وبناءً على هذا الأصل فإن الجار يحرص على إيصال النفع إلى جاره سواء كان قولياً أو كان نفعاً عملياً أو نفعاً مالياً، و كذلك يحرص على كف الأذى عنه أي أنه لا يؤذيه لا بالقول، ولا بالفعل، ولا بالمال؛ يعني: لا يؤذيه لا في نفسه، ولا يؤذيه في ماله، ولا يؤذيه في لسانه، وعندما يأتيه أذىً من جاره فإنه يحرص على تحمل هذا الأذى، إذا جاءه أذىً من جاره بالقول، أو جاءه أذىً من جاره بالفعل، فإنه يحرص على تحمل هذا الأذى بقدر استطاعته ولا يعاقب جاره بمثل ما يحصل منه من الأذى، ولا بما هو دونه، ولا بما هو أعلى منه؛ ولكنه يقابل السيئة بالحسنة، فقد جاء رجل إلى الرسول ﷺ فسأله فقال: « يا رسول الله إن لي قرابةً أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي، فقال: إن كنت كما تقول فكأنما تسفهم المل ».
يعني أنك إذا قابلت الإساءة بالإحسان، وتحملت عليهم؛ فإن هذا يؤثر على نفوسهم تأثيراً مباشراً؛ بحيث أنهم قد يرجعون ويندمون فيما بعد إذا رأوا موقفك، وقد سئل الإمام أحمد، سأله سائلٌ فقال: يا أبا عبد الله كيف أسلم من الناس؟ قال أحسن إليهم ولا تطلب منهم أن يحسنوا إليك وتحمل إساءتهم ولا تسئ إليهم.
وبناءً على ما تقدم فإنك تحرص على مواصلة جارك وعلى تحمل أذاه وإيصال النفع إليه، وبذل النصح له سواءً كان ذلك من جهتك أو من جهة وساطة أناس آخرين، والله جل وعلا يقول: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ"[1]، ويقول: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا"[2]. وبالله التوفيق.