Loader
منذ سنتين

ما حكم توجيه نصيحة لشخص ليوصلها إلى صاحب المنكر لأنني أخجل منه؟


  • فتاوى
  • 2022-01-09
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (8728) من المرسلة ن، تقول: إذا أردت أن أنصح شخصاً لكن بطريقة غير مباشرة كأن أقول لشخص آخر هذه النصيحة ثم أطلب منه أن يوجهها لصاحب المنكر نظراً لأني أخجل منه، فهل هذا من إنكار المنكر الذي أؤجر عليه؟

الجواب:

        الوسائل المستخدمة في تغيير المنكر هي الأصل فيها الاجتهاد وليس التوقيفية، ولهذا الحسن والحسين ابنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- و رضي عنهما، رأيا شيخاً كبيراً لا يحسن الوضوء، فصعب عليهما مخاطبته بأنه لا يحسن الوضوء، فقالا له: نريد أن نتوضأ ونجعلك حكماً بيننا؛ يعني: أينا أحسن وضوء، فتوضأ وهو يشاهد وضوء كل واحدٍ منهما، فلما انتهيا سألاه، قالا له: أينا أحسن وضوء؟ فقال: أحسنتما وأسأت، ثم رجع وتوضأ كوضوء أي واحد منهما.

        فلا شك أن الوسيلة في تغيير المنكر الأصل فيها الاجتهاد، وليس الأصل فيها التوقيف، ولهذا وسّع الله -جل وعلا- مجال الوسائل في قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ}[1]، ومن الحكمة التوسع في الوسائل؛ لأن المهم هو تغيير المنكر، وليس المهم هو النظر إلى وسيلة معينة، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (125) من سورة النحل.