Loader
منذ سنتين

حكم من لم يختم القرآن في كل شهر


الفتوى رقم (3765) من المرسل السابق، يقول: هل من لم يقرأ القرآن في شهرٍ ويختمه في شهر، يدخل في الوعيد كما قال الحق -تبارك وتعالى-: "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا"[1]؛ علماً بأني قد سمعت مثل هذا الكلام، فهل ما سمعته صحيح؟

الجواب:

 قراءة القرآن عبادة لها فضلٌ عظيم؛ لأن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه، وبعض الصحابة كان يترك الصيام، ويُكثر من قراءة القرآن، فسئل عن ذلك فقال: إنني إذا صمت يحصل عندي ضعفٌ في بدني، ولا أقوى على قراءة القرآن إذا كنت صائماً كما أقوى عليه إذا كنت مفطراً، فأنا أفضّل الفطر.

ولا شك أن أفضل العبادات قراءة القرآن في الصلاة، فإذا لم يجمع بين الصلاة وبين القرآن، فإنه يحرص على أن يعطي الصلاة حقها من الفرائض والنوافل، وكذلك يعطي القرآن حقه من التلاوة، وينبغي أن يكون للشخص وردٌ في نهاره، وهذا الورد لن يكلفه شيئاً؛ يعني: بإمكانه أن يجعل نصف ساعة أو ساعة من كلّ يومٍ، يختار هذا الوقت على حسب ما يناسبه من ليلٍ أو نهار؛ لأن لكلّ شخصٍ ظروفه، ومتى عوّد الإنسان نفسه على قراءة القرآن، فإنه سيستمر على ذلك؛ لأن الإنسان عندما يكثر من فعل شيءٍ فإنه يعتاده، وقراءته لها فضلٌ عظيمٌ من ناحية الأجر، فإن من قرأ حرفاً من القرآن كان له حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، والرسول ﷺ يقول: « لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرف ». ففيه خيرٌ عظيم من ناحية الأجر، وفيه تأثير على نفسية الإنسان، وفيه حصول فوائد للإنسان إذا قرأه بتدبر؛ لأن بعض الناس يقرؤه بدون تدبر، وبعض الناس يقرؤه بتدبر، فالله تعالى قال: "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا"[2]، أفلم يدبروا قوله: "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا"[3]، فينبغي للشخص أن يقرأه قراءة تدبرٍ وتفهمٍ. وبالله التوفيق.



[1] الآية (30) من سورة الفرقان.

[2] من الآية (4) من سورة المزمل.

[3] الآية (24) من سورة محمد.