حكم ما يفعله بعض التجار بعرض السلعة بأكثر من قيمتها حتى تتم المكاسرة على قيمتها الأصلية
- البيوع والإجارة
- 2021-09-04
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1248) من المرسل السابق، يقول: يوجد هناك تجارٌ من ضعاف النفوس، يُغالون في السلع لكن إذا استعملت معهم السمسرة، والمُمَاكسة يُراعونك في هذا المبلغ الزائد عن قيمة السلعة بعد أن يضمنوا لهم ربحاً، فتُصبح بقيمتها الحقيقية، كما يريدون، فيتوهم المُشتري بهذه المُراعاة، ويشتريها منهم، فما حكم هذه الحيلة في البيع، وبماذا تنصحون التجار ليتجنبوا مثل هذه الأعمال؟
الجواب:
أولاً: أن الذين يدخلون الأسواق يتفاوتون من جهة نوعيتهم، ومقدار أسنانهم، فيدخل الغريب والمرأة والصغير، والذي لا يُحسن المُمَاكسة.
ثانياً: أن الذين يبيعون السلع يتفاوتون، فمنهم الذي يكون همه جمع الدراهم بصرف النظر عن الطريق الذي وصلت إليه من جهته، لا فرق عنده بين أن يكون كاذباً، أو غاشاً، أو متحايلاً، بأي نوع من أنواع الحيل.
ثالثاً: أن الواجب على الشخص الذي يتولى البيع والشراء أن يكون عنده سعر معتدل، لا يكون فيه إفراط على إخوانه المسلمين، فإذا جاءت امرأة انتهز الفرصة، وباع السلعة عليها بأضعافٍ مضاعفة عن ثمنها الذي يبيعه على الشخص الذي يُحسن المَمُاكسة، وهكذا إذا جاء الطفل، أو الشخص الغريب، أو الذي لا يُحسن المماكسة، وقد علمت عن بعض الأشخاص أنه باع سلعةً قيمتها ثلاثة ريالات بأربعةٍ وعشرين ريالاً، ولم يكن هناك فرق، إلا أن الذي عرضه فقال إن قيمته ثلاثة ريالات، لم يجعله في كيس باغة، وأن الذي باعه بأربعة وعشرين ريالاً أنه جعله في كيس باغة، وجعله في الداخل، ليوهم المشتري أن هذه السلعة التي أخرجها له من الداخل لها أهمية كبيرة، بخلاف السلعة التي جعلها أمام المشتري، ولم يجعلها في كيس باغة، وهذا لا شك أنه من الغش، ومن التحايل.
رابعاً: أن الذي أوصي به الإخوان الذين يبيعون، ويشترون، أنه يجب عليهم أن يتقوا الله في أنفسهم، وفي إخوانهم المسلمين الذين يأتون للشراء منهم، فصاحب المحل يجعل له سعرًا محدداً يبيع بهذا السعر على كل شخصٍ يأتي، لكن إذا أراد أن يتنازل عن أحدٍ من أجل أنه فقير، أو من أجل قرارةٍ له، أو من أجل صداقة، فتنازله هذا تنازل عن حق له، ويكون هذا التنازل من باب المعروف. أما أنه يتحيّن الفرص في إخوانه المسلمين، ويلعب عليهم، فلا شك أن هذا ليس من الأمور المشروعة.
فعلى العبد أن يتقي الله في ذلك، وأن يحرص على أنه لا يكسب إلا كسباً طيباً، حتى يأكل طيبًا، وينفق على أهله طيباً، ويتصدق بطيبٍ، ويترك لأولاده ما يورِّثه لهم حلالاً طيبًا، فلا يُسأل عنه يوم القيامة؛ لأن طريق كسبه معلوم، يعني أنه لا يُسأل عنه سؤالاً يُعاقب عليه.وبالله التوفيق.