Loader
منذ سنتين

ما المقصود بقوله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِين؟


  • فتاوى
  • 2022-03-06
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11950) من المرسل السابق، يقول: ما المقصود بقوله -تعالى-: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}[1]؟

الجواب:

هذه الآية فيها تنبيه لعباد الله -جل وعلا-؛ لأن الإنسان في هذه الحياة لا يستغني عن الله طرفة عين، ولهذا جاء في الحديث القدسي: « يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي، كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم » وهو -جل وعلا- غنيٌ عن عباده؛ لأن أعمال العباد إذا كانت صالحة فهم الذين يستفيدون منها، وإذا كانت طالحة فهم الذين يتضررون بها، ولهذا يقول -جل وعلا- في الحديث القدسي: « يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضرّي فتضرّوني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني »[2]، ويقول -جل وعلا- في سياق غناه عن الخلق يقول: « يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد في ذلك في ملكي شيئاً. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً. يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد منكم مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئاً إلا كما ينقص المخيط إذا أُلقي في البحر » وبناء على ذلك كله فالله -سبحانه وتعالى- غنيٌ حميد. وبالله التوفيق.



[1] الآية (27) من سورة إبراهيم.

[2] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم (4/1994)، رقم(2577).