الفتوى رقم (9775) من مرسل من حوطة سدير، يقول: عندنا قومٌ يحبون الدعوة إلى الله لكن لا علم عندهم بالشريعة ولم يدرسوا العلم الشرعي، وإذا قيل لهم: اطلبوا العلم الشرعي ولا تتصدوا للدعوة، قالوا: إن الرسول ﷺ قال: « بلغوا عني ولو آية ». هل كان الرسول يُرسل عامة الصحابة إلى البلدان لتعليم الناس؟ أم كان يخصّ من كان عنده علمٌ ؛ كمعاذ ، وأبي موسى رضي الله عنه؟ نرجو التوضيح.

الجواب:

        الشخص إذا أراد أن يدعو إلى الله لا بدّ أن يكون ذا علمٍ بالشيء الذي يُريد أن يدعو به، فالله -تعالى- قال لنبيه ﷺ: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}[1] وقال -جل وعلا-: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ} إلى أن قال: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[2]. وتوعد الرسول ﷺ من نسب إليه ما لم يقله قال: « فليتبوأ مقعده من النار ».

         فالإنسان لا يجوز له أن يتصدى للدعوة إلا إذا كان عنده علمٌ بالشيء الذي يريد أن يدعو إليه. وبالله التوفيق.