Loader
منذ 3 سنوات

مقدار الحركة المبطلة للصلاة


  • الصلاة
  • 2021-09-04
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1260) من المرسل السابق، يقول: رأيت خلال صلاتي مع الناس في المساجد أن بعضهم يكثر من الحركة أثناء الصلاة، فمنهم من يخرج ساعته من مخبئه، ويضعها في معصمه، ومنهم من يقوم بحركات أخرى، كفرقعة الأصابع وغيرها، ومنهم من أخرج بعض النقود، وعدها وأعادها إلى مخبئه، وعدد كبير منهم يفعل ذلك، وبحركات متوالية، أليست هذه الحركات المتعددة معطلة للصلاة؟  وما الحركات التي تبطل الصلاة؟

الجواب:

 أولاً: بالنسبة لك أنت، لا يجوز لك أن تفعل ما ذكرته.

ثانياً: بالنسبة للأشخاص الذين تراهم، يجب عليك أن تنصح كل شخصٍ رأيته يعمل هذا الشيء؛ لأن هذا من المنكر، والرسول صلوات الله وسلامه عليه قال: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه »، وبالله التوفيق.

المذيع: بالنسبة لعدد الحركات التي تبطل الصلاة؟

الشيخ: عدد الحركات هذي ما لها ضوابط من الناحية الشرعية، يعني ما فيها نص، لا من القرآن، ولا من السنة، ولهذا العلماء اختلفوا فيها، منهم من جعل ثلاث حركات متوالية، وهذا مبنيٌ على أن الثلاث هي أقل الجمع.

ومنهم من قال بالحركتين، يعني إذا تحرك حركتين متواليتين، فهذا يكون مبطلاً للصلاة، بناءً على أن الاثنين فما فوقهما جماعة، يعني أخذوه من هذا، لكن إذا كانت الحركات التي يعملها كثيرة من ناحية العرف، فهذا يعني يكون مبطلاً لصلاته، يعني إذا تحرك حركات كثيرة، بحيث يكون قد أشغل نفسه بهذا العمل عن الصلاة، فهذا يكون مبطلا ًلصلاته.وبالله التوفيق.

 المذيع: إنما هناك حركات قد تكون لصالح الصلاة؟

الشيخ: الكلام على الحركات التي سأل عنها السائل؛ لأن جميع الأمثلة التي ذكرها السائل، لا علاقة لها بالصلاة أصلاً، ما ذكره هذا السائل، الناس الذين يعملونه في الحقيقة كثير؛ لأن هذا يدل على أن الشخص عندما يدخل في الصلاة، لا يكون عنده حضور قلبٍ يجعل جوارحه تطمئن، والله جل وعلا أثنى على الخاشعين في الصلاة، فقال:"قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)"[1]، والخشوع خشوع قلب، وخشوع جوارح، وخشوع الجوارح، تكون تابعةً لخشوع القلب؛ لأنه إذا سكن القلب سكنت الجوارح، وإذا اشتغل القلب، تحركت الجوارح، وقد جاء حديثٌ، وإن كان في سنده مقال، إلا أنه من حيث المعنى صحيح، وهو أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه رأى رجلاً يعبث بلحيته في الصلاة، فقال: « لو خشع قلبه لخشعت جوارحه »[2].

فالواجب على المسلم أنه إذا دخل الصلاة، أن يوجه قلبه إلى الله، وأن يشغل قلبه فيما يباشره من الصلاة من جهة الركوع، والسجود، والقيام، والذكر، والقراءة، وعليه أن يربط قلبه بالله جل وعلا، فيوجه قلبه إلى الله، ويشتغل أيضاً باستحضار ما يدل عليه معنى الركوع والسجود، والذكر، والقراءة، إلى غير ذلك، فإن الشخص قد يدخل في صلاته، ويخرج منها، وليس له منها شيء، كما جاء في الحديث: « أن الرجل يدخل في الصلاة، ويخرج وليس له منها إلا النصف، وليس له من إلا الثلث، وليس له منها إلا الربع، وليس له منها إلا الخمس، وليس له منها إلا السدس »، وقد يتطور الأمر إلى أنه لا يكون له منها شيء، لأنه ليس للإنسان من صلاته إلا ما عقل منها، وبالله التوفيق.



[1] الآيتان (1، 2) من سورة المؤمنون.

[2] أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، باب التعوذ من النفاق(3/210).