العمل الذي يرجو به العبد النجاة يوم القيامة بعد رحمة الله تعالى-؟
- توحيد الألوهية
- 2021-07-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5279) من المرسل ع. م. ع، سوداني يعمل في خميس مشيط، يقول: ما العمل الذي يرجو به العبد النجاة يوم القيامة بعد رحمة الله -تعالى-؟
الجواب:
الإنسان يعمل أعمالاً صالحة ولا يدري هل تقبل منه أو لا، ويمتثل لاجتناب أمورٍ محرمة يبتغي بذلك وجه الله -جلّ وعلا- ويخاف من عقوبته عن الوقوع فيها ولا يدري هل يقبل منه ذلك أم لا. وعلى الإنسان أن يسير في حياته بين الخوف والرجاء، ولكنه يغلب جانب الخوف في صحته، وتغليبه جانب الخوف من جهتين:
أما الجهة الأولى: فإنه يغلب جانب الخوف فيما عمله من أعمالٍ صالحة، يخاف ألا تقبل منه، وخوفه هذا يدفعه إلى الإكثار من الأعمال الصالحة.
والجهة الثانية: قد يقع في أمر محرم بترك واجبٍ أو فعل شيءٍ محرمٍ، ويخاف أنه إذا تاب منه فإن توبته لا تقبل، وهذا يفيده من جهة أنه لا يعود إلى مثل هذا العمل من جهة، ويكثر العمل الصالح من جهة أخرى؛ هذا إذا سار في صحته وغلّب جانب الخوف على جانب الرجاء.
أما في حال مرضه وقرب وفاته فإنه يغلب جانب الرجاء وذلك من جهتين:
أما الجهة الأولى: فهو يغلب جانب الرجاء فيما عمله من أعمالٍ صالحةٍ أن الله يقبلها.
والجهة الثانية: ما عمله من أعمالٍ سيئةٍ أن الله يتوب عليه؛ فإن الله
-جلّ وعلا- أرحم من العبد من نفسه، ولهذا يقول -تعالى-: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"[1]. وبالله التوفيق.