Loader
منذ 3 سنوات

هل يجب على الداعية أن يكون حافظاً للقرآن بأكمله؟ وما هي الشروط التي يجب أن تتوفر فيه؟


  • فتاوى
  • 2021-08-08
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (7455) من المرسل أ.م.ع. من الجزائر، يقول: هل يجب على الداعية أن يكون حافظاً للقرآن بأكمله؟ وما هي الشروط التي يجب أن تتوفر فيه؟

الجواب:

        يقال: كُل إناءٍ ينضح بما فيه، فالشخص الذي يريد أن يدعو الناس يكون عالماً بما يأمر به، وعالماً بما ينهى عنه، وعاملاً بما يأمر به، وعاملاً بما ينهى عنه، ويكون حكيماً فيما يأمر به، وحكيماً فيما ينهى عنه، ويكون قصده الدعوة إلى الله -جل وعلا-، لا يكون قصده الرياء ولا السمعة ولا المال إلى غير ذلك من المقاصد السيئة التي تعود على عمله بالإبطال. والشخص قد تكون عنده الرغبة للدعوة ولكن يكون جاهلاً في مواضع الحلال والحرام، وتختلط عليه الأمور، فقد يأمر بشيءٍ ليس بواجبٍ، وقد ينهى بأمرٍ ليس بمحرمٍ، وعلى هذا الأساس يكون آثما.

        ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: يُفسد الناس أربعة: نصف متكلم، ونصف متطبب، ونصف متفقه، ونصف نحوي".

        فنصف المتكلم: الذي يتكلم في العقائد ؛ لأنهم يسمون علم العقائد علم الكلام، يقول: إن هذا يُفسد الجنان؛ يعني: يُفسد القلب؛ لأن القلب هو محل الاعتقاد.

       ونصف المتطبب يقولون: إنه يُفسد الأبدان؛ لأن الطبيب إذا كان ليس حاذقاً في الطب يصف دواءً يقتل الشخص، أو يحصل عليه منه ضرر.

       ونصف متفقه هذا يفسد أعمال الإنسان من طهارةٍ وصلاةٍ وزكاةٍ وحجٍ وجميع أفعال الجوارح، فيحرّم ويحلّل بدون بصيرةٍ منه.

        ونصف النحوي هذا يُفسد اللسان؛ يعنى: يتكلم ولكن لا يسير في كلامه على الميزان اللغوي.

        ومن المعلوم أن علم النحو من العلوم الأساسية التي هي مفتاح مشترك بين فهم القرآن وبين فهم السنة. ومما يؤسف له أن كثيراً من الناس يتساهل بتعلم هذا العلم، وبخاصةٍ الذين يشتغلون في العلوم الشرعية، فالمقصود هو أن الشخص إذا أراد أن يكون داعيةً إلى الله -جل وعلا- فلا بدّ أن يتعلم قبل أن يتكلم. وبالله التوفيق.