Loader
منذ 3 سنوات

والدته تغيرت في تعاملها معهم بعد زواج والدهم، وأصبحت عصبية وتفرق بينهم، ما الطريقة معاملتها؟


  • فتاوى
  • 2021-07-09
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (5492) من المرسلة م. ج. أ، من جدة، تقول: مشكلتي هي أنني أعاني من تصرفات والدتي الغريبة معي وخاصة بعد زواج والدي بامرأة أخرى، فهي لا تكلمني نهائياً إلا بالسب والشتم على الرغم من أني لا أفعل لها شيئاً يغضبها، وألتزم الصمت معها دائماً حتى لا أغضب الله، وهي تقوم بتدليل أختي الصغيرة كثيراً وتفضلها عليّ في المعاملة، وتسمح لها بالخروج وقتما تشاء. وهي -أيضاً- تفرّق في المعاملة بين أبنائها. وهي لم تكن هكذا من قبل؛ كلّ هذا حدث بعد زواج والدي. وسؤالي هو: ما الطريقة التي أستخدمها في معاملة والدتي؟ وهل في صمتي هذا وعدم ردي عليها تجنباً للمشاكل وغضبها فيه ما يغضب الله؛ حيث إذا رأيتها قادمة إلى أي مكان أقوم من نفس المكان حتى لا أسمع منها ما يكدر خاطري دون سبب؟

الجواب:

        أولاً: من جهة والدتك إذا كان الواقع من والدتك كما ذكرت في السؤال فإنه لا يجوز لها أن تفعل ذلك؛ لأنها إذا فعلت مع أي واحدٍ من أولادها من ذكرٍ أو أنثى ما حرم الله -تعالى- فإنها تكون آثمة بذلك. وكونها أما ليس مسوغاً لأن تؤذي أولادها. وكما أن هذا واجبٌ في حق الأم فكذلك واجبٌ في حق الأب.

        فالأب واجبٌ عليه أن يسلك مسلك العدل في أولاده فلا يفضّل بعضهم على بعض من جهة ولا يؤذي أحداً منهم فيفعل معه ما حرم الله من جهةٍ أخرى.

        ومن ناحية ثالثة: الولد يجب أن يكون موقفه مع أمه وموقفه مع أبيه يتفق على ما دلت عليه الأدلة الشرعية؛ فقد قال -تعالى-: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)"[1].

        وقد جاء رجلٌ إلى الرسول فقال: « يا رسول الله، إن لي قرابةً أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، قال: « إن كانوا كما تقول: فكأنما تسفهم المل »؛ يعني: إن عملك معهم هذا يتأثرون منه ويتضايقون كما يتضايق الإنسان عندما يسف ملاً. والملّ هو الرماد الحار من رماد النار. ومعنى "يسفّه" يعني: يلهمه؛ لأنه يبقى منه أجزاء ويصعب نزوله مع الحلق فيتأذى منه كثيراً. وقد جاء رجلٌ إلى الإمام أحمد فقال: يا أبا عبد الله، كيف أسلم من الناس؟ قال: أحسن إليهم ولا تطلب منهم أن يحسنوا إليك، وتحمّل إساءتهم ولا تسء إليهم ولعلك تسلم »".

        وبناءً على ما تقدم فإن هذه البنت يجب عليها أن تقف موقفاً يتفق مع الأدلة الشرعية، فلا تؤذي أمها، وإذا جاء منها أذى فإنها تصبر على ذلك وتحتسب الأجر عند الله -جلّ وعلا-. وإذا كان في إمكانها أن تنصحها فهذا خير، وإذا لم يكن في الإمكان فإنها تصبر على ما يأتيها. وكونها تتجنب بعض المواقف فلا تكون موجودةً في المكان الذي تكون موجودة فيه أمها في بعض الأوقات خشية من أن تقوم أمها بسبها؛ فهذا عمل طيبٌ من جهة البنت؛ لأن هذا فيه حماية لعرض البنت من جهة، وفيه تخفيف إثمٍ من جهة الأم. وبالله التوفيق.



[1] الآيتان (23-24) من سورة الإسراء.