الصفات التي ينبغي توافرها في الداعية إلى الله
- فتاوى
- 2021-12-12
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3698) من المرسل السابق، يقول: ما الصفات التي ينبغي توافرها في الداعية إلى الله؟
الجواب:
الشخص عندما يريد أن يدعو إلى الله -جلّ وعلا-، لا بدّ أن تتوفر فيه صفاتٌ، منها:
أولاً: القصد الحسن، يعني: النية الطيبة، فلا يريد بدعوته إلا وجه الله -جلّ وعلا-.
ثانياً: العقل، قد يكون عنده رغبةٌ للدعوة؛ ولكن يكون سفيهاً.
ثالثاً: العلم، فيكون عنده من العلم ما يكفي لما يريد أن يدعو إليه.
ومما يؤسف له أن كثيراً من الذين يتكلمون في الدعوة، يتكلمون عن جهلٍ ويظنون أنهم مصيبون؛ ولكن لا يفرّق بين الكلام الذي يكون من فراغٍ، وبين الكلام الذي يكون صادراً عن علمٍ إلا من يعلم ذلك. أما من يكون قاصراً في العلم، فقد يتخبّط في الأمور فيحرّم الحلال، ويحلّل الحرام، ويقول: إن هذا بدعة، وهذا سُنّة، فيسمّي السنة بدعة، والبدعة سنة؛ وذلك لأنه جاهلٌ في هذا الأمر، ولهذا البخاري -رحمه الله- يقول في صحيحه: بابٌ: تعلموا قبل أن تسودوا، أو تفقهوا قبل أن تسودوا، وقد تفقه أصحاب رسول الله ﷺ، وكثيرٌ من الدعاة يتصدرون للسيادة قبل التفقّه والتعلّم، فرحم الله امرأً عرف قدر نفسه، ووضع نفسه في الموضع اللائق بها، ولا يضعها موضعاً لا يليق بها؛ لأنه يُفسد على الناس، ولهذا شيخ الإسلام -رحمه الله- يقول: يُفسد الناس أربعة: نصف متكلّمٍ، ونصف متفقّهٍ، ونصف متطببٍ، ونصف نحوي. فنصف المتكلم هذا يُفسد الجنان، يعني: الذي عنه قليلٌ من المعلومات في التوحيد والإيمان؛ لكنه لم يكن مدركاً، هذا يُفسد الجنان؛ لأنه يحمل الناس على اعتقاد أمورٍ غير صحيحة، وقد يُلغي أموراً صحيحة.
ونصف المتفقه يُفسد الأركان، يعني: يفسد أعمال الناس، يفسد عليهم في وضوءهم، ويفسد عليهم في صلاتهم، وفي صيامهم، وفي سائر أعمالهم؛ بمعنى: يحلّل الحرام ويحرّم الحلال من غير بصيرة.
ونصف المتطبب يفسد الأبدان؛ لأنه لا يُحسن وصف المرض، وبالتالي لا يُحسن وصف الدواء له، فيصف الدواء للمريض ووصفه غير صحيح.
ونصف النحوي يفسد اللسان؛ لأنه يرفع المفعول وينصب الفاعل، وبالله التوفيق.