شرح حديث « من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم »
- شرح الأحاديث
- 2021-12-12
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3587) من المرسل السابق، يقول: اشرحوا لنا حديث رسول الله ﷺ: « من لم يهتم لأمر المسلمين فليس منهم »[1]؟
الجواب:
المسلم لبنة من لبنات الصرح الإسلامي. والرسول -صلوات الله وسلامه عليه- ضرب مثلاً للمسلمين فقال: « المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضاً، ثم شبّك بين أصابعه »[2]، وقال ﷺ: « مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمّى ».
والشخص قد تكون عنده قدرةٌ مالية، وقد تكون عنده قدرةٌ بدنية، فكلّ شخصٍ يساعد إخوانه المسلمين، ويهتم لأمورهم بقدر ما يستطيع أن يساعدهم به؛ قد يساعد بالقول، بالرأي والمشورة، وقد يساعد ببدنه إذا كان هناك جهاد، وقد يساعد بعلمه إذا كان هناك مجال في التعليم، وقد يساعد بماله فيبذل ماله في وجوه الخير للمسلمين.
فإذا حصل تعاونٌ بين المسلمين على الوجوه المشروعة التي ذكرتُ بعض الأمثلة لها، فلا شك أن شأن المسلمين يقوى، سواءٌ كان هذا على المستوى العالمي، أو كان على مستوى بلدٍ واحد ٍمن البلدان. أما إذا حصل تخاذلٌ فيما بينهم، فكلّ شخصٍ عنده قدرة لكنه لا يبالي، عنده قدرة ٌ في القول ولا يقول. عنده قدرةٌ في المال ولا يدفع. عنده قدرةٌ في العلم ولكنه لا ينفع الناس بعلمه، ولا يدعو الناس إلى طرق الخير.
فواجبٌ على المسلم أن يؤدي الحقوق التي عليه نحو إخوانه المسلمين، ولا شك أن هذا يختلف باختلاف الأزمنة، والأمكنة، والأحوال، والأشخاص. لكن عندما يكون هناك تربية منزلية، وتربية مدرسية، يعني: إن المدرسين يربّون طلابهم على هذا المنهج، والدعاة يربّونهم على هذا الوجه، فإذا حصل تعاونٌ، فالنتيجة -إن شاء الله- تكون حسنة. وبالله التوفيق.
[2] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المظالم والغصب، باب نصر المظلوم (3/129)، رقم (2446)، ومسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم (4/1999)، رقم (2585).