الفتوى رقم (4399) من مرسل مصري مقيم في المدينة المنورة، يقول: باع أبي لي منزلًا بنفس السعر الذي اشتراه به وهو 200 جنيه، ثم توفي، فطلب البعض من إخواني أن أقدر ثمن المنزل بثمن اليوم ثم أعطي باقي المبلغ للورثة ويعللون بذلك أن أبي باع لي بسعر رخيص؛ لأنني كنت بارًا به، فقدّرت المنزل بسعر اليوم فكان ما يقارب 12 ألف، فهل يجب علي أن أعطي الورثة باقي هذا المبلغ أم لا يجب علي شيء؟ علمًا بأن أبي باع لي في حياته وفي كامل صحته وجهونا مأجورين؟

 الجواب:

        إذا كان قد دخل على والدك منك مبلغ من المال، وباعك هذا المنزل مراعيًا احتساب المال الذي دخل عليه منك على أن يكون من جملة الثمن، وكان بيعه لك بأقل من قيمته، وإذا أضيف إليه ما دخل منك عليه صار هو الثمن المناسب، فليس للورثة حق في الاعتراض على هذا البيع.

        أما إذا كان والدك قد باعك هذا المنزل بثمن أقل، فإن هذا التصرف الذي تصرفته وهو أنك قدرته بالقيمة التي يساويها بعد وفاة والدك، فإنك تعطيهم بقية المبلغ، يعني الذي بقي، فإذا فرضنا أنه قدر في حياة والدك بستة آلاف وكان تقديره بعد الوفاة ب 12 ألف، فإنك تعطيهم ستة آلاف الباقية التي هي زيادة، وفي ذلك براءة لذمتك أنت من جهة، وفيه أيضًا تقوية للعلاقة فيما بينك وبين الورثة من أمك ومن إخوانك، وفيه أيضًا براءة لذمتك والدك وبرًا به. وبالله التوفيق.