أنصح الناس بترك المخالفات والمعاصي؛ وأفعلها في الخفاء فأقول في نفسي: كيف أنصح الناس وأنا أقوم بها؟ ثم أقول: أنصح وأتوب، فهل أنا من الذين يقولون ما لا يفعلون؟
- فتاوى
- 2022-03-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (12259) من المرسل السابق، يقول: أقوم في بعض الأحيان بنصح الناس عن عدم فعل المخالفات والمعاصي؛ في حين أقوم أحياناً بفعلها أنا بيني وبين الله، فأقول في نفسي: كيف أنصح الناس وأنا أحياناً أقوم بهذه المخالفات والمعاصي؟ ثم أقول: أريد أن أنصح وأتوب إلى الله، فهل أنا من الذين يقولون ما لا يفعلون؟
الجواب:
الشخص يتكلم مع الناس في أمر مشروع يحثهم على فعله ويبين لهم صفته. وإذا كان مقيداً بمكان أو زمان بين ذلك، وينبههم على الأمور التي لا يجوز لهم أن يقدموا عليها، ويذكر لهم ما يتيسر من هذه الأمور. والشخص إذا كان بهذه الصفة فكونه يخالف بفعله ما يرشد الناس إليه، فلا شك أن هذا أعظم عذاباً؛ لأنه عصى الله على بصيرة وتعمد، والله يقول: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}[1] ولا يغتر الإنسان بإمهال الله له مع استمراره بهذه الصفة السيئة، وهي أنه يتعامل فيما بينه وبين الله بخلاف ما يتعامل به فيما بينه وبين الناس، فيأمر الناس بالخير ولكنه لا يفعله، وينهى الناس عن أمر من الأمور المحرمة؛ ولكنه إذا خلا بينه وبين الله فعل هذا المحرم. وبالله التوفيق.