حكم وجود جهاز الدش في البيت
- فتاوى
- 2021-12-30
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (7749) من المرسلة السابقة، تقول: زوجي يُصرُ على وجود جهاز الدش في المنزل، فما حكم وجود هذا الجهاز؟
الجواب:
يقول الرسول ﷺ: « كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته، فالإمام راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته، والرجل راعٍ في بيته ومسؤولٌ عن رعيته، والمرأة راعية في بيتها ومسؤولةٌ عن رعيتها، والعبد راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته، ألا فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ».
ومن المعلوم أن الرعاية تكون رعايةً دينية، وتكون رعايةً دنيوية، فالرعاية الدنيوية يقوم بخدمة أهل بيته من ناحية الإنفاق عليهم وإسكانهم وكسوتهم وغير ذلك من الحقوق الدنيوية بما أباح الله -جل وعلا- من المال؛ أما الرعاية الدينية فإنه يقوم عليهم فيما يتعلق بدينهم من ناحية الصلاة والزكاة؛ يعني: من ناحية العبادات عموماً؛ وكذلك من ناحية اعتقادهم، وكذلك من جهة جلب المصالح الدينية ودفع المفاسد الدينية. والدشوش لا شك أن مفاسدها أعظم من مصالحها.
وبناءً على ذلك فلا يجوز للشخص أن يدخله في بيته من جهة، لا يجوز له أن يفسد زوجته ويفسد بناته ويفسد أبناءه؛ لأن بعض النساء تسأل وتقول: زوجي يجمعنا في غرفةٍ بعد صلاة العشاء أنا وهو والأولاد وننظر إلى القنوات الفضائية عن طريق الدش، ويكون فيها من الأمور المحرمة مالا يخطر في بالٍ، ونمتنع ولكنه يجبرنا على ذلك. ولا شك أن هذا داخلٌ في عموم قوله ﷺ: « من غشنا فليس منا »؛ لأن هؤلاء أمانةٌ في عنقه وقد غشهم ويجبرهم على ذلك، وسيسأله الله -سبحانه وتعالى- يوم القيامة كما قال -جل وعلا-: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ}[1]، وكما قال ﷺ: « ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان »، وقد قال أهل العلم: إن الله -سبحانه وتعالى- يسأل الإنسان عن كل أمرٍ دقيقٍ وجليلٍ يسأله سؤالين: أما السؤال الأول: فلما فعلت؟ وأما السؤال الثاني: فكيف فعلت؟
فالسؤال الأول هو سؤالٌ عن القصد، والسؤال الثاني هو سؤالٌ عن مطابقة العمل للشريعة، وهذان الأمران هما الإخلاص والمتابعة، فعلى الإنسان أن يتنبه لنفسه قبل أن يأتي يومٌ يندم فيه ولا ينفع الندم، وبالله التوفيق.