من لم يصل في جماعة ويؤخرها ويجمعها مع الصلاة التالية، هل هذا يخرج من دائرة الإسلام؟ وما حكم من يصل الجمعة فقط؟
- الصلاة
- 2022-02-21
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (9973) من المرسل ع. ع مصري مقيم في الرياض، يقول: هل من لم يصل في جماعة ويؤخر الصلاة ويجمعها مع الصلاة التالية لها والتي يخرج وقتها، هل هذا يخرج من دائرة الإسلام؟ وما موقف من لم يصل إلا الجمعة فقط وباقي الصلوات يتهاون فيها؟
الجواب:
الصلاة ركن من أركان الإسلام، ومن عظيم شأنها أن الله -جل وعلا- بيّن مواقيتها من جهة البداية والنهاية، وأنزل جبريل -عليه السلام- وصّلى بالرسول ﷺ يومين:
ففي اليوم الأول صلى به الفجر حينما طلع الفجر، وصلى به الظهر حينما زالت الشمس، وصلى به العصر حينما كان ظل كل شيء مثله مع فيء الزوال، وصلى به المغرب حينما غربت الشمس، وصلى به العشاء حينما غاب الشفق.
وفي اليوم الثاني صلى به الفجر قبل طلوع الشمس، وصلى به الظهر في آخر وقته حينما كان ظل كل شيء مثله مع فيء الزوال، وصلى به العصر عند اصفرار الشمس، وصلى به المغرب، وصلى به العشاء في منتصف الليل، وقال: « يا محمد، الصلاة ما بين هذين الوقتين ».
فكون الله -جل وعلا- أرسل جبريل وصلى بالرسول ﷺ في يومين في بداية الوقت وفي نهايته، فلا شك أن هذا يدل على عظم شأن الصلاة. وليس المقام مقام استقراء جميع وجوه عظمتها، واستقراء أنها فرضت على جميع الرسل، وجاءت أدلةٌ كثيرة في القرآن تدل على شرعيتها.
وبناءً على ذلك فإن الشخص مأمور بأداء هذا الركن؛ لكن يؤديه على الوجه الذي شرعه الله -جل وعلا-، فيؤدي الصلاة في وقتها، ويؤديها مع جماعة المسلمين. والرسول ﷺ لم يعذر الإنسان يؤخر الصلاة إلا إذا كان ساهياً، أو كان ناسياً، أو كان نائماً: « من نام عن صلاةٍ أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك ».
وأما التأخير الاختياري الذي يفعله بعض الناس بناءً على جلب مصالح دنيوية فيصلون الظهر بعد خروج وقتها، ويصلون العصر بعد خروج وقتها. وفيه أشخاص يجمعون صلوات اليوم الواحد ويصلونها دفعةً واحدة، وفيه بعض الناس لا يصلون إلا في رمضان. وفيه بعض الناس لا يصلون إلا الجمعة والرسول ﷺ قال: « بين الرجل وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة ». وقال عمر -رضي الله عنه-: « لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ». إلى غير ذلك من الأدلة الدالة على أن ترك الصلاة كفرٌ. ولا فرق بين شخصٍ يصلي بعض الأوقات ويترك بعضها اختياراً، فإن هذا ومن تركها بكليتها على سبيل السواء. وهكذا من تركها متعمداً أو تركها تكاسلاً فلا فرق بينهما.
فعلى العبد أن يتقي الله في نفسه، وأن يكون على حالةٍ كما ذكر الله -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[1]، ومعنى ذلك أن الإنسان يستعمل الوسائل التي تقربه إلى الله -جل وعلا-، ويتجنب الوسائل التي تغضب الله -جل وعلا- حتى إذا جاءه الموت يكون على حالةٍ حسنةٍ يختم الله له بخاتمةٍ طيبةٍ. وبالله التوفيق.