Loader
منذ سنتين

متزوجة من أكثر من 18 عاماً ولي ستة أبناء. مشكلتي أن زوجي لا يصلي ولا يصوم معاملته تزداد بالسوء


الفتوى رقم (10038) من المرسلة أ. أ من الأردن-عمان، تقول: أنا متزوجة من أكثر من ثمانية عشر عاماً ولي ستة أبناء. مشكلتي مع زوجي وهو قريب مني ولكنه لا يصلي ولا يصوم ولا يحج ولا يزكّي، يشتمني ويتكلم عليّ يضربني يطردني من البيت لأتفه الأسباب. وذكرت حقيقة مجموعة من القضايا التي تقع منه ثم ذكرت في آخر رسالتها أنه تزوج وانقطع عنهم أكثر من سنة ونصف لم يبت ولو ليلة عند أولاده. معاملته معي تزداد بالسوء والكلام البذيء. ثم تذكر بعد ذلك مجموعة من القضايا تجاه أبنائها وتسأل هل يحل لها أن تمكنه من معاشرتها؟ ثم تقول: لو بقيت من أجل أبنائي، فليس عندي مكان أسكن أبنائي فيه أو أنفق عليهم، هل يجوز لي أن أبقى مع أني سأمتنع من معاشرة هذا الزوج؟

الجواب:

        الله -سبحانه وتعالى- شرع الزواج. الزواج هو عبارة عن تمليك انتفاع؛ بمعنى: إن الرجل ينتفع بالمرأة في الحدود الشرعية. والمرأة لها حقوق على الزوج، والزوج له حقوقٌ شرعية على المرأة؛ هذا من جانب. ومن جانب آخر الرسول ﷺ قال: « تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك ». وقال في الرجل: « إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه ».

        فإذن الرابطة الدينية أساس بين الرجل وبين المرأة. والصلاة ركنٌ من أركان الإسلام، والزكاة ركنٌ من أركان الإسلام، والصيام ركنٌ من أركان الإسلام، والحج ركنٌ من أركان الإسلام. وقد ذكرت أن هذا الرجل لا يؤدي هذه الأركان، والرسول ﷺ قال: « بين الرجل وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة »، وقال عمر -رضي الله عنه-: « لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ».

        وجاءت أدلة كثيرة في القرآن كما في قوله -تعالى-: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ}[1] إلى آخر الآية. وفي سورة المدثر {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43)}[2] وقد قال ﷺ: « من بدل دينه فاقتلوه ».

        فتارك الصلاة قد بدل دينه فهو مرتد عن الإسلام يستتاب ثلاث مرات؛ٍ يعني: ثلاثة أوقات، فإن تاب وإلا قتل مرتداً عن الإسلام.

        وبناءً على ذلك كله: فهذا الزوج لا يصح أن تبقى معه هذه الزوجة. ولو فرض أنه عاد إلى الإسلام فلا بدّ من تجديد العقد.

        أما بالنظر إلى وضعها هي من ناحية أولادها ومن ناحية بقائها فإذا امتنع هو عن تطليقها فإنها تطلب تخليصها منه عن طريق الحاكم الشرعي، وقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال: « من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه ». وبالله التوفيق.



[1] من الآيتين (59-60) من سورة مريم.

[2] الآيتان (42-43) من سورة المدثر.