يقيم خارج الوطن وله أسرة كبيرة إذا ذهب وجد زوجته قد غضبت هل يبقيها في ذمته أم يتركها في غضبها؟
- النكاح والنفقات
- 2021-07-10
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5576) من مرسل لم يذكر اسمه يقول: أنا أقيم خارج الوطن ولي زوجة وأولاد وأسرة كبيرة هناك هل إذا غبت طويلاً عن الزوجة أكون آثماً؟ وإذا ذهبت ووجدتها قد غضبت هل أبقيها في ذمتي أم أتركها في غضبها؟ وبم تنصحون من يغيب طويلاً عن زوجته؟
الجواب:
السفر يكون سفرا محرماً، ويكون سفرا ًمستحباً، ويكون سفراً واجباً، ويكون سفراً مباحاً، ويكون سفراً مكروهاً. والشخص أعلم بسفره.
فإذا كنت أنت ممن يسافر لطلب الرزق من أجل نفسك وزوجتك وأولادك فلا حرج عليك في ذلك من ناحية السفر ومن ناحية طول الغيبة؛ لأنك تسعى في مصلحتك، وتسعى في مصلحة زوجتك، وفي مصلحة أولادك. ووجود الغضب من زوجتك وأنت مسافر لهذا الغرض ليس هذا الغضب في محله، وفي إمكانك أن تفهمها.
أما فيما يتعلق بكون طول غيبتك وغضب المرأة يكونان سببين في طلاق المرأة فأنصحك وأنصح أمثالك بعدم الالتفات إلى البناء على هذين السببين وأمثالهما؛ لأن الشخص لا يطلق زوجته إلا إذا وجد سببٌ يرجح جانب الطلاق على جانب البقاء؛ وبخاصة إذا كانت المرأة لها أولادٌ من هذا الرجل؛ فإنه ينبغي النظر إلى مصلحة الأولاد، لكن لو كانت المرأة ترتكب ما يغضب الله -جلّ وعلا- فهذا يرجع فيه النظر إلى تحقق ذلك، وبعد ذلك يجري الزوج ما يقتضيه الوجه الشرعي من ناحية معالجة هذا الوضع.
أما ما يفعله كثيرٌ من الناس من اللجوء إلى طلاق الزوجة بأدنى سبب من الأسباب فهذا في الحقيقية يعتبر من السفه؛ هذا من جهة الرجل؛ وكذلك من جهة المرأة إذا طلبت الطلاق من زوجها لأتفه الأسباب؛ فهذا يدل على سفهٍ في المرأة، وعلى عدم نظر في عواقب الأمور؛ وبخاصة إذا كان بينهما أولاد لكن لو أن الرجل تعدى حداً من حدود الله؛ فحينئذٍ يكون للمرأة موقف كما يكون له موقفٌ معها إذا تعدت حدود الله. وبالله التوفيق.