الفتوى رقم (18) من المرسل ص.م.ف من القصيم، يقول: هل الطبول في حفلة الزواج حلال أم حرام؟

الجواب:

        السؤال هذا ينبه إلى أمر هام جداً، وبعد أن أذكر الأمر الهام، أعود بعد ذلك إلى إجابة السائل عن سؤاله.

        هذا الأمر الهام: هو الإفراط في أمور الزواج من وجوه كثيرة، ومن الوجوه المتعلقة بهذا السؤال، هو أن بعض الأشخاص، سواء كان الزوج، أو أي واحد من أقاربه، أو ولي الزوجة، أو أي واحد من أقاربها، يحضرون مغنين ومغنيات، وقد يكون فيه اجتماع بين الرجال والنساء، ويحصل فيه الغناء وضرب الطبول إلى طلوع الفجر، وفي بعض الحالات، قد يصلي الناس الفجر، وهؤلاء يشتغلون في الغناء، ويشتغلون في ضرب الطبول. طبعاً هذا أمر لا يجوز لعدة أمور:

        منها: أن هذا خارج عن مقتضى الأدلة الدالة على الترخيص في ضرب الدف للعرف، فهو مخالف لها من ناحية الكم، ومخالف لها من ناحية الكيف.

        وفيه أيضا مفاسد تترتب عليه، من ناحية اجتماع الرجال واجتماع النساء، وفي هذا من المفاسد العظيمة ما لا يخفى على من عنده عقل وتدبر وفهم لما يترتب على مقدمات الأمور، ومن القواعد المقررة في الشريعة، قاعدة سد الذرائع.

        فالمقصود: أن هذا ممنوع لعدة أمور، منها ما يترتب عليه من المفاسد، ومنها الأخذ بقاعدة سد الذرائع، وأيضا هو مخالف للأدلة الدالة على ذلك التي جاءت دالة على إباحة ضرب الدف في الزواج. نرجع بعد ذلك إلى الإجابة عن سؤال السائل:

        فإذا كان ضرب الدف لا يكون ممّا سبق وصفه؛ يعني يكون محدوداً، ويكون بين النساء، فإن هذا ليس به شيء، أما إذا خرج عن ذلك، فيجب على الجهات المعنية أن تمنعه، وبالله التوفيق.