حكم قراءة القرآن وعدم قراءة تفسير الآيات
- تعلّم القرآن وتعليمه وأخذ الأجرة وما يتعلق بذلك
- 2021-12-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3058) من المرسل السابق، يقول: أنا أقرأ القرآن؛ ولكن ينقصني شرح كثيرٍ من الآيات، ولا يتيسر لي أن أقرأ كتب التفسير. فهل قراءتي هذه مفيدة؟ وهل أُثاب عليها؟
الجواب:
كثيرٌ من الناس يعتني بقراءة القرآن من جهة إقامة حروفه، ولا شك أن هذا أمرٌ طيب؛ ولكن من المعلوم أن القرآن أنزل من أجل أن يتعلم، وأن يتلى، وأن يتدبر، وأن يعمل به. والصحابة -رضي الله عنهم- كانت طريقتهم في حفظ القرآن وفي فهم معانيه أنهم يأخذون عشر آيات من القرآن يحفظونها ويتعلمون ما تشتمل عليه من المعاني.
وعلى هذا الأساس فالمشروع في حق طالب العلم أن يحرص -بقدر ما يستطيع- على أن يتفهّم القرآن من جهة مفرداته، ومن جهة تركيبه من ناحية النحو، وتركيبه من ناحية البلاغة، ويحرص على معرفة أسباب النزول، ومعرفة الناسخ والمنسوخ، وعلى معرفة المعاني العامة المجملة للآيات، والمعاني التفصيلية، ويفهم ما اشتمل عليه القرآن من الأحكام المتعلقة بالعقيدة: من التوحيد وضده، ومن الإيمان وضده، ومن الإسلام وضده، وهكذا سائر الفروع.
ويضم مع ذلك ما يساعد على بيان فهمه من السنة، فإن السنة مبينة للقرآن، وبيان السنة للقرآن بيانٌ لفظي وبيانٌ معنوي. فالبيان اللفظي ؛ كتخصيص السنة للقرآن، وتقييد السنة للقرآن، وما إلى ذلك من وجوه البيان اللفظية. والبيان المعنوي كون السنة تبيّن بعض المعاني التي اشتمل عليها القرآن، ففي مثل قوله -تعالى- حينما ذكر المحرمات في النكاح. جاءت أدلة من السنة تدل على قدر زائدٍ من المحرمات؛ كتحريم نكاح المرأة على عمتها، أو على خالتها، وهذا من حيث المعنى يتفق مع ما ذكر من المحرمات في قوله -تعالى-: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ"[1]، وذلك أن من الحكم المترتبة على تحريم نكاح الأمهات والبنات... إلى آخره.
وقد يترتب على النكاح مشاكل، ويترتب عليه طلاق، ويترتب على الطلاق قطيعة. فإذا كان الشخص قد تزوّج امرأةً أجنبيةً وطلقها لا يكون هناك قطيعة. هذه الحكمة الثانية موجودة بالنظر إلى الجمع بين المرأة وعمتها، والمرأة وخالتها هذا فيه نشأة المشاكل، وإذا نشأت المشاكل حصلت قطيعة بين المرأة وعمتها، أو بين المرأة وخالتها. فهذه الحكمة الموجودة في المنهي عنه هي الموجودة في تحريم نكاح القريبات المذكور في سورة النساء.
فهذا مثالٌ من الأمثلة التي جاءت السنة مبينةً للقرآن من ناحية المعنى. وبالله التوفيق.