الفتوى رقم (8639) من المرسل أ من الجزائر، يقول: ما الطريقة التي يجب علينا أن نتعامل بها مع كبار السن الذين يقعون في عدد من البدع، كيف نتعامل معهم؟

الجواب:

        أولاً أن الشخص الذي يريد أن يغير منكراً أو يريد أن يعلم الناس لا بد أن يكون عالماً بما يأمر به، عالماً بما ينهى عنه، حكيماً فيما يأمر به، حكيماً فيما ينهى عنه، ولهذا يقول الله -جل وعلا-: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[1]، فقد ثبت عن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: « تفقهوا قبل أن تسودوا ».

        ومما يؤسف له أن كثيراً من الشباب يتسودوا قبل أن يتفقهوا، فإذا كان الشخص عالماً بأن هذا الأمر منكر من ناحية ترك واجبٍ أو فعل محرم.

        ثانياً: نأتي بعد ذلك إلى قدرته، هل يستطيع أن يغير باليد، هل يستطيع أن يغير باللسان، إذا كان لا يستطيع أن يغير باليد ويستطيع أن يغير باللسان غير بلسانه، وإذا كان لا يستطيع أن يغير باللسان فإنه يغير بقلبه.

        أما ما يحصل من كثيرٍ من الشباب يتخبطون يكون عندهم رغبة في الخير، وعندهم قوة إقدام؛ ولكن ليست عندهم حصيلة علمية يميزون بها بين الحلال والحرام، فهؤلاء خيرٌ لهم أن يسكتوا من أن يتكلموا؛ لأنهم إذا تكلموا سيتكلمون بتحليل حرامٍ أو تحريم حلالٍ، والله -جل وعلا- يقول لنبيه ﷺ: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}[2]، وبالله التوفيق.