Loader
منذ 3 سنوات

كيف توقظ المرأة زوجها لصلاة الفجر، وحكم قوله: إنه نائم والنائم لا يحاسب


الفتوى رقم (5675) من المرسلة السابقة، تقول: ماذا يجب أن تعمل المرأة إذا أيقظت زوجها للصلاة ولم يستيقظ. وتقوم بنضح الماء على وجهه يقول: طيب ولا يقوم. وكثير من الأحيان تفوته صلاة الفجر ولا يصليها إلا بعد طلوع الشمس، وأحياناً يقوم ويتناول الطعام ولا يقوم مباشرة للصلاة؛ بل إنه ينام أحياناً إلى التاسعة ثم يصلي، فبم تنصحونا؟ وماذا عليّ أن أعمل؟ فأنا أنضح الماء في وجهه في فترة نومه وأنصحه كثيراً ولكنه يقول: إنه نائم والنائم لا يحاسب. أنا متحيرة ومتألمة كثيرا لأجل هذا الأمر هل يجوز لي والحال هكذا أن أبقى معه؟ أم أهجره بالكلام؟ أم أذهب إلى بيت أهلي؟

الجواب:

        يقول الله -جلّ وعلا-: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"[1]، ويقول -جلّ وعلا-: "وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا"[2]، ويقول: "وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"[3]. هذه الآيات فيها تنبيه على أن الشخص يأخذ بأسباب السعادة، فقوله تعالى: وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ فيه تنبيهٌ على الأخذ بأسباب السعادة بحيث إن الشخص إذا وافاه الأجل يكون على حالة مرضية لله -جلّ وعلا-. وفي الآيتين من النهي عن قربان الزنا ومال اليتيم تنبيهٌ على تجنب الوسائل التي توصل إلى أمر محرمٍ، وهذا داخلٌ في قاعدة سد الذرائع.

        وبناءً على ذلك فمما يؤسف له أن كثيراً من الناس من الذكور ومن الإناث ممن تجب عليهم الصلاة أنهم يزاولون أسباباً محرمةً ينشأ عنها نومهم عن الصلاة وبخاصةٍ صلاة الفجر، فبعد صلاة العشاء يزاولون أسباباً ليست بمشروعة ويتأخرون بالنوم، وبهذا يكون الشخص قد أخذ بسببٍ محرمٍ؛ لأنه بتعاطيه هذا السبب ينام بعد ذلك يثقل نومه عن صلاة الفجر. فالواجب على الشخص أن يتجنب جميع الأسباب التي إذا باشرها صارت أسباباً لتأخيره أيّ صلاة من الصلوات. وإذا كان هذا الشخص يتصف بصفة الرغبة في تأخير الصلاة عن وقتها؛ بمعنى: لا يبالي في ذلك ولا يحصل عنده تأثر، فلا يجوز له أن يفعل ذلك، وإذا تحققت زوجته منه هذه الرغبة وعدم مبالاته في الصلاة في وقتها، فلا يجوز لها البقاء عنده. وبالله التوفيق.



[1] الآية (102) من سورة آل عمران.

[2] الآية (32) من سورة الإسراء.

[3] من الآية (34) من سورة الإسراء.