الفتوى رقم (10710) من المرسلة س. أ.ع، تقول: أنا امرأةٌ واعيةٌ مثقفةٌ أحب أن أنشر الدعوة. وأنا أعتني بالتربية والإصلاح إلا أنني أحب أن تكون جميع أعمالي قوية ومكثفة وناجحة. وفي الأخير أحس بأني مضغوطة ومنهكة مما يضطرني إلى ترك العمل كاملاً، فما توجيهكم لي؟

الجواب:

        بعض النّاس عندما يؤدي الشيء الذي عليه يؤديه بدرجة براءة الذمة؛ أي: إنه يؤديه على الوجه الواجب فقط. وبعض الناس يؤدي الذي عليه على سبيل الوجوب من جهة، وعلى سبيل الاستحباب من جهةٍ أخرى؛ بمعنى: إنه يُضيف أموراً تحسينية لأداء هذا الواجب. عند ذلك يُنظر إلى الأعمال المنوطة لهذا الشخص، والمكان الذي طُلب منه أن يؤدي فيه العمل، والوقت الذي طلب منه أن يؤدي العمل؛ فبعض النّاس يحمل نفسه من الواجبات أكثر من طاقته، وبعض النّاس يأتي بالواجبات المحددة ولكنه يزيد عليها أموراً تحسينية وهذه تحدث عنده ضغطاً.

        وبناءً على ذلك كله فالشخص يحدد العمل الذي يريد أن يقوم به مراعياً قدرته. وكلمة القدرة هذه فيه القدرة البدنية، وفيه القدرة الفكرية، والقدرة العلمية، والقدرة العقلية، والقدرة النفسية؛ وكذلك سلامته من العوارض التي حوله؛ لأنه قد يكون هناك أشخاص يعملون معوقات لأدائه لهذا الواجب، فيحدد الشيء الذي يريد أن يتحمله بحيث إنّه يؤديه في وقته. وإذا كان طُلب منه في مكانٍ معين يؤديه في مكانه بحيث إنه لا يحصل عليه مشقة خارجة عن المعتاد؛ بل تكون المشقة المقارنة للعمل هي المشقة المعتادة. وكثيرٌ من النّاس تكون أموره عشوائية؛ بمعنى: إنه لا يخطط لها في البداية بحيث يكون التخطيط متلائماً مع قدراته. وبالله التوفيق.