Loader
منذ سنتين

نصيحة حول انتشار تباعد الأسر والقطيعة بينهم


  • فتاوى
  • 2022-02-22
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10163) من المرسل السابق، يقول: انتشر في الآونة الأخيرة تباعد الأسر والإخوان والقطيعة بينهم، نرجو أن تقدموا نصيحة حول هذا الموضوع.

الجواب:

        مما يؤسف له أنه يحصل تباعد بين الأقارب؛ سواءٌ من النساء فقط، أو من الرجال فقط، أو بين النساء والرجال؛ بصرف النظر عن درجة القرابة. وهذا يكون له أسباب، ومن هذه الأسباب:

        أن كثيراً من تصرفات الناس وكثيراً مما يريدون أن يتحقق لهم أنه أمر نفسي وليس بأمر شرعي؛ بمعنى: إن الشخص قد يصور في نفسه أن له حق على فلان؛ ولكن في واقع الأمر ليس له عليه حق، فينشأ من هذا التصور الذي عنده إذا منع مما يريد الحصول عليه الكراهية لذلك الشخص الذي منعه.

        ومنها: أن بعض الناس لا يكون مؤدباً مع أقاربه لا في أقواله ولا في أفعاله.

          ومنها: أن يكون هناك حقوق مشتركة، ويكون بعض الأقارب له قوة بدنية، أو قوة مالية، أو قوة سلطانية: تكون له ولاية ويستخدم هذه السلطة في منع صاحب الحق من حقه؛ كالأمور المشتركة بين كثيرٍ من الناس من ناحية العقارات؛ سواء كانت عقارات قديمة، أو كانت عقارات جديدة. وقد يكون هناك اشتراك في أمور مالية؛ ولكن يتسلط بعض الأقارب على بعضٍ. ولا فرق في ذلك بين تسلط الأب على ولده، أو تسلط الولد على والده، أو الأخ على أخته.

        وفيه قضايا كثيرة من واقع حياة الناس تكون مؤسفة فتكون هذه سبباً من أسباب القطيعة فيما بين الناس؛ بمعنى: إن الشخص يتعدى على غيره ويمنعه الحق الشرعي ويهجره أيضاً. وقد يريد ذلك الشخص الذي أُخذ حقه التقرب من هذا الشخص؛ ولكنه يمتنع عنه بحسب القوة التي عنده. والطريقة في ذلك أن كل تباعدٍ بين شخصين من الأقارب لا بد من الوقوف على السبب الذي أنشأ هذا التباعد؛ لأن التباعد يكون مُسبباً فلا بدّ من معرفة سببه، وعندما يعرف سببه يُسعى إلى حله. فإذا حصل اتفاق على الحل فهذا أمر محمود؛ وإذا لم يحصل؛ يعني: حصلت الرغبة من طرف، وحصل الإمتاع من طرفٍ آخر؛ فقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه جاءه رجلٌ فقال « يا رسول الله، إن لي قرابةً أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ قال: إن كنت كما تقول فكأنما تسفهم الملّ ».

        وأذكر مسألة واقعية أن رجلاً رزقه الله سبعة أولادٍ وماتت أمهم، وخدمهم من ماله ومن بدنه حتى زوجهم جميعاً، ثم حصلت القطيعة بينهم وبينه، وتركوه في منزله وحيداً لا يزورونه، ولا يقومون بمصالحه الدنيوية، فدعا الله عليهم أن يقطع نسلهم فما وُلد لواحدٍ منهم ولد.

        فعلى الإنسان أن يتقي الله -جل وعلا- من ناحية قطيعة الرحم وعليه أن يعمل الأسباب التي تجعله قريباً من أقاربه.

        وقد سئل الإمام أحمد فقيل: « يا أبا عبدالله، كيف أسلم من الناس؟ قال: أحسن إليهم ولا تطلب منهم أن يحسنوا إليك، وتحمل إساءتهم ولا تسء إليهم ».

        وهذا السؤال يحتاج في الحقيقة إلى مزيد من التفصيل ولكن وقت البرنامج ضيق. وبالله التوفيق.