Loader
منذ 3 سنوات

حكم الصلاة في الملابس التي وقع الجماع فيها


  • الصلاة
  • 2021-08-11
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (851) من المرسل السابق، يقول: إذا كان يوقع الجماع في ملابس، فهل يجوز أن يصلي فيها؟ وإذا كان لا يجوز، هل يخصص ملابس خاصة للجماع؟

الجواب:

        هذا الثوب الذي يستعمله الشخص للجماع، قد يصيبه مذي في أثناء الجماع، قبل الجماع أو بعده، والمذي نجس، يجب غسله، والأصل في ذلك ما جاء في جواب الرسول ﷺ لسهل بن حنيف حينما سأله: عما يصيب الثوب من المذي؟ قال له: «يكفيك أن تأخذ كفاً من ماءٍ، فتنضح به ثوبك حيث ترى أنه قد أصابه منه »[1]، وهذا دليل على أنه يغسل.

وبناء على هذا: فإذا كان الثوب تُحِّقق فيه وجود مذي، فلا تجوز الصلاة فيه، بل يجب غسله.

وقد يوجد في الثوب مني، ولكن المني طاهر، والأصل في ذلك: ما جاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: « كنت أفرك المني من ثوب رسول الله ﷺ، ثم يذهب فيصلي فيه ». رواه مسلم وغيره[2]، وروى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده: « كان رسول الله يسلت المني من ثوبه بعرق الإذخر، ثم يصلي فيه، ويحته من ثوبه يابساً، ثم يصلي فيه »[3]، وفي لفظٍ للبخاري ومسلم عن عائشة: « كنت أغسله من ثوب رسول الله، ثم يخرج إلى الصلاة وأثر الغسل في ثوبه، وبقع الماء »[4]، وللدار قطني عن عائشة رضي الله عنها: « كنت أفرك المني من ثوب رسول الله ﷺ إذا كان يابساً، وأغسله إذا كان رطباً »[5].

 فتبين مما تقدم: أن هذا الثوب إن كان قد أصابه مذي، فلا تصح الصلاة فيه إلا بعد غسل المكان الذي أصابه المذي، وإذا كان قد أصابه مني، وصلى فيه، فإن الصلاة صحيحة، ولكن من مكارم الأخلاق أن يفعل كما فعل الرسول ﷺ، إن كان رطباً يسلته، أو يغسله بالماء، وإن كان يابساً فإنه يحته، وإن صلى فيه مع وجود المني، فإن الصلاة صحيحة، ولكن من الأحسن أنه إذا أراد أن يذهب للصلاة، فإنه يلبس لباساً جميلاً، لقوله تعالى:"يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ"[6].

ولو أن هذا الشخص أراد أن يزور شخصاً من الأشخاص من أهل الدنيا، أو أصدقاءه، للبس أحسن ما يجده من ثياب، فإذا كان يريد أن يذهب إلى المسجد ليقوم بين يدي الله جل وعلا، ويتوجه بوجهه إليه، ومع ذلك يترك لباس الزينة الذي ذكره الله تعالى، ويذهب بلباس نومه، فهذا ليس من المناسب.

والحاصل: أن هذا الشخص إذا صلى في ثيابٍ طاهرة ٍ، فكونه ينام أو يعمل فيها، فإن نومه في هذه الثياب، وكونها ثياب عملٍ له لا أثر في ذلك على صلاته. وبالله التوفيق.



[1] أخرجه أحمد في مسنده(25/345)، رقم(15973)، وأبو داود في سننه، كتاب الطهارة، باب في المذي(1/54)، رقم(210)، والترمذي في سننه، أبواب الطهارة، باب في المذي يصيب الثوب(1/197)، رقم(115)، واللفظ له، وابن ماجه في سننه، كتاب الطهارة وسننها، باب الوضوء من المذي(1/169)، رقم(506).

[2] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب حكم المني(1/238)، رقم(288).

[3] أخرجه أحمد في مسنده(43/179)، رقم(26059).

[4] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الوضوء، باب غسل المني وفركه(1/55)، رقم (230)، ومسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب حكم المني(1/239)، رقم (289).

[5] أخرجه الدارقطني في سننه، باب ما ورد في طهارة المني وحكمه رطبا ويابساً (1/226)، رقم(449).

[6] من الآية (31) من سورة الأعراف.