الفرق بين المؤمن والمسلم
- الإيمان
- 2021-09-05
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1342) من المرسل م.ع.م من العراق، يقول: ما الفرق بين المؤمن والمسلم؟
الجواب:
« جاء جبريل إلى الرسول ﷺ على هيئة أعرابي، فسأله عن الإسلام، فقال له: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت. فقال له: صدقت! كان عند جماعةٌ من الصحابة يقولون: فعجبنا له يسأله ويصدقه. ثم سأله عن الإيمان، فقال له: الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره. فقال له: صدقت. فسأله عن الإحسان، فقال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، فقال له: صدقت ». إلى آخر الحديث
فالرسول ﷺ في هذا المجال فيما بينه وبين جبريل -عليه السلام- بيّن مرتبة الإسلام ومرتبة الإيمان ومرتبة الإحسان. ومرتبة الإحسان هي أعلى المراتب، فقد جاء ذكر الإسلام في القرآن، وجاء ذكر الإيمان في القرآن، وجيء ذكر الإيمان والإسلام في القرآن على صورتين:
الصورة الأولى: أن كلاً من الإسلام والإيمان يأتي ذكره مفرداً.
والصورة الثانية: أنه يأتي الإيمان والإسلام على سبيل الاقتران؛ يعني: يقرن أحدهما بالآخر، فإذا جاء الإسلام مفرداً، الأول فإنه يُفسر بالأعمال والأقوال الظاهرة -أعمال الجوارح- ويفسر -أيضاً- بالأعمال الباطنة؛ أي: أنه يكون شاملاً لأعمال الجوارح ولأعمال القلوب.
وإذا جاء الإيمان مفرداً، فإنه يفسر بما يفسر به الإسلام؛ أي: يكون شاملاً للأعمال الظاهرة وللأعمال الباطنة.
وإذا جاء الإسلام والإيمان على سبيل الاقتران، فإن الإسلام يفسر بالأعمال الظاهرة، والإيمان يفسر بالأعمال الباطنة، ولهذا يقول الله -جلّ وعلا- في سورة الحجرات:"قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا"[1]، فهنا قرن بين الإيمان والإسلام، وفرّق بينهما.
وبناءً على ذلك: فإذا جاء الإسلام مفرداً، فسّر بالأعمال الظاهرة والباطنة، وإذا جاء الإيمان مفرداً، فسّر بالأعمال الظاهرة والباطنة، وعلى هذا الأساس لا فرق بينهما في هذه الحال.
وإذا جاءا مقترنين فإنه يفسّر الإسلام بالأعمال الظاهرة، ويفسّر الإيمان بالأعمال الباطنة، ولهذا يقول بعض العلماء: إذا افترقا اتفقا، وإذا اقترنا اختلفا.
ومن هنا أحتاج إلى بيان ناحيةٍ مهمةٍ تتعلق بالإيمان، وهي:
أن كثيراً من الذين يشتغلون بالعلم يقتصرون على تفسير الإيمان بأنه مجرد التصديق، ولا يربطون به أفعال الجوار بأي حالٍ من الأحوال، ولا شك أن هذا تفسيرٌ مخالفٌ للأدلة الشرعية كما سبق بيانه من جهة تفسير الإيمان إذا اقترن بالإسلام، وتفسيره إذا انفرد عن الإسلام.
ومن المعلوم أن مذهب أهل السنة والجماعة بالنسبة للإيمان يعرفونه بأنه: "قولٌ باللسان واعتقادٌ بالجنان، وعملٌ بالأركان". وهذا التفسير للإيمان هو في حالة ما إذا جاء منفرداً، أما إذا جاء مقترناً بالإسلام، فإنه يفسّر بالأعمال الظاهرة. وبالله التوفيق.