Loader
منذ سنتين

حججت وعمري سبع عشرة سنة، فجاءني أحد الأشخاص وقال: إن هذا الحج نافلة، وليس فريضة، فهل ماقاله ذلك الرجل صحيح أولا؟


الفتوى رقم (3391) من المرسل م. ب من سلطنة عمان، يقول: حججت وعمري سبع عشرة سنة، فجاءني أحد الأشخاص وقال: إن هذا الحج نافلة، وليس فريضة، فهل ما قاله ذلك الرجل صحيح أو لا؟

الجواب:

الذكر يبلغ بالاحتلام، وقد ذكر السائل أنه بلغ سبع عشرة سنة، وحينئذٍ يكون قد تجاوز سِنَّ التكليف، وإذا كان هذا الحج قد توفرت أركانه، وشروطه، وانتفت موانعه، فإن بلوغ الإنسان لهذا العمر لا يمنعه من صحة الحج.

أما الشخص الذي أفتاه وقال له: إن حجك هذا لا يقع فرضاً، لا شك أن هذا جرأة على الله، وجرأة على شرعه، وجرأة على عباد الله، فإن الإنسان عندما يفتي في مثل هذه الفتوى، هذا يكون جاهلاً مركباً؛ لأنه لا يدري ولا يدري أنه لا يدري، فهذا جهله مركب.

ولو أنه سأله وقال: لا أدري هل يصح حجك أو لا، لكان جهله بسيطاً. والجهل المركب أعظم من الجهل البسيط.

فواجبٌ على الأشخاص الذين ينتسبون إلى العلم أن يتقوا الله -جلّ وعلا-، وأن ينظروا فيما يقولونه من أحكام تدل على إثبات أمرٍ من الأمور، أو على نفي أمر من الأمور، فلا يقول على الله بغير علمٍ، ولا يقول على رسوله ﷺ؛ بل الواجبٌ على الإنسان إذا كان يجهل أمراً من الأمور أن يسأل؛ لأن الله -جلّ وعلا- يقول: "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"[1]. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (43) من سورة النحل.