Loader
منذ سنتين

هل تارك جميع أعمال الجوارح سوى الشهادتين يُعد مؤمناً؟


  • التكفير
  • 2022-02-08
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10910) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: هل تارك جميع أعمال الجوارح سوى الشهادتين يُعد مؤمناً؟ وهل هناك من أهل السنة والجماعة من يقول بإيمان تارك جميع أعمال الجوارح سوى الشهادتين؟

الجواب:

        هذه مسألة تحتاج إلى بيان؛ وبيان ذلك أن الأعمال علاقتها بالإيمان الذي هو التصديق علاقتها أنها أصناف:

        فالصنف الأول: ما ينافي أصل الإيمان. والصنف الثاني: ما ينافي كماله الواجب. والثالث ينافي كمال الثواب الواجب، والرابع ينافي الكمال المستحب.

        والذين يطلقون الكلام بأن الأعمال ليست من الإيمان؛ أي: إنها ليست شرطاً. فبناء على ذلك أن الإنسان لو فعل جميع المحرمات وترك جميع الواجبات يكون مؤمناً عندهم، فمن لا يصلي ولا يصوم ولا يحج؛ يعني: كل واجب يتركه وكل محرم يفعله ويقول: أنا مؤمن.

        فلماذا الله -سبحانه وتعالى- ذكر أركان الإيمان؟ ولماذا ذكر أركان الإسلام في حديث جبريل حينما جاء للرسول ﷺ وسأله عن الإحسان قال: « أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك » وسأله عن الإيمان فقال: « أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره » وسأله عن الإسلام: « أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجَّ البيت ». وفي سورة المدثر: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43)}[1]. وفي سورة مريم: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}[2] إلى غير ذلك من الأدلة الدالة على هذا الموضوع.

         فالواجب على الإنسان أن ينظر إلى هدي الرسول ﷺ كما قال في الفرقة الناجية حينما سُئل قال: « من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ».

        فهل الرسول ﷺ كان مصدقا بالله -جلَّ وعلا-؛ ولكنه لا يفعل الأوامر ويفعل المحرمات؛ وهكذا الصحابة والخلفاء الأربعة والصحابة والتابعون وما إلى ذلك؛ هذا في الحقيقة هو مذهب المرجئة؛ يعني: الذين يقولون: إن الأعمال ليس لها علاقة بالنظر للإيمان فيكفي التصديق هذا مذهب المرجئة. وبالله التوفيق.



[1] الآيتان (42-43) من سورة المدثر.

[2] الآية (59) من سورة مريم.