حكم ما يعتقده بعض الناس من وجوب حراسة قبر من ولد في برج الحمل لمدة أسبوع خشية من سرقة جثمانه من قبل الشياطين
- توحيد الألوهية
- 2021-09-10
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1469) من المرسل م. ع. ق. م، يمني مقيم في جدة، يقول: برنامج نور على الدرب له مكانة كبيرة في قلوب المسلمين في كلّ مكان، وذلك لما يقدمه هذا البرنامج من فوائد لا تُحصى، فقد ضم البرنامج مشايخ أجلاء، كلهم معتمدون على الكتاب والسنة والإجماع؛ مما جعل البرنامج يحظى بالقبول لدى المسلمين جميعاً، فلمشايخه كلّ الشكر والتقدير.
السؤال الأول: توجد في بلادنا ظاهرة غريبة وهي عندما يموت أي شخصٍ بُرجه الحمل، يقوم أهل الميت بحراسة قبره أسبوعاً كاملاً ليلاً ونهاراً، ويزعمون أن من يموت وبُرجه الحمل إذا لم يُحرس قبره؛ فإنه يأخذه حيوان شيطاني اسمه النبّاش، مع العلم بأنهم لا يحرسون بقية الأموات الذين ولدوا في برجٍ غير هذا البرج، نرجو جواباً موسعاً عن حكم هذا العمل، وفقكم الله وأجزل لكم الأجر والمثوبة.
الجواب:
ما ذكره السائل من الأمور المُبتدعة التي ليس لها أصل في الدِّين، وبيان ذلك أن هذه المسألة لم تُفعل لا في وقت الرسول ﷺ بالنسبة لمن مات من الصحابة في وقته، ولم يأمر بها، ولم يفعلها أحد من أصحابه من خلفائه الأربعة، ولا من بقية أصحابه؛ أي: إن الرسول ﷺ لم يفعلها مع الصحابة ولم يأمر بها، والخلفاء الأربعة لم يفعلها بعضهم مع بعض، ولم يفعلها عموم الصحابة بعضهم مع بعض؛ وكذلك التابعون وأتباع التابعين. ولا شك أن خير الهدي هدي محمد ﷺ، وأن هذه المسألة من الأمور المُحدثة الداخلة في عموم قوله ﷺ:« من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد »، وفي رواية: « من عمِل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد »؛ هذا من جهة الحراسة.
أما من جهة كون إن الشخص الذي يُولد في برج الحمل يتحتم أن يأتيه شيطان يُقال له النبّاش ويأخذه من قبره؛ فهذا من القول على الله بلا علم؛ لأن ترتيب هذا الأمر على ناحية من النواحي الكونية؛ لأن برج الحمل هذا من سنن الله الكونية، فترتيب هذا الأمر عليه حتماً هذا ليس بصحيح؛ بل هو قول على الله بغير علم؛ لأن ترتيبه عليه حتماً هذا لا يجوز للإنسان أن يقوله، ولا يجوز له أن يعتقده؛ بل يجب عليه أنه إذا رأى أحداً يقوله أو يفعله، فإنه ينكرُ عليه بقدر استطاعته إن استطاع بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه. وبالله التوفيق.