حكم الاستغاثة بالبشر
- توحيد الألوهية
- 2021-09-24
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1793) من المرسل السابق، يقول: دار بيني وبين أحد الأشخاص نقاشٌ حول الاستغاثة بالبشر، وأرجو التوجيه، ولاسيما أن كلّ واحدٍ منا قد استدل ببعض الآيات حول هذا الموضوع.
الجواب:
الاستغاثة بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله -جلّ وعلا- شرك.
الاستغاثة بالأموات شرك؛ سواءٌ استغاث بهم من أجل جلب نفع،ٍ أو من أجل دفع ضر؛ وكذلك الاستغاثة بالغائبين، والاستغاثة بالحي الحاضر؛ ولكن فيما لا يقدر عليه إلا الله -جلّ وعلا-، ففي هذه الأحوال لا يجوز للإنسان أن يستغيث بغير الله -جلّ وعلا-، وعليه أن يوجّه دعاءه إلى الله -جلّ وعلا-؛ فإن الله يراه ويسمعه ويعلم ما في قلبه، وهو -جلّ وعلا- القادر على كشف الضر وعلى جلب النفع؛ أما الخلق فهم مأمورون من جهة الله -جلّ وعلا-، لا يملكون لنفسهم ضراً ولا نفعاً، ولا يملكون موتاً ولا حياة ولا نشوراً، فكيف يعرض الإنسان على القادر على كلّ شيء إلى العاجز حتى عن إيصال النفع إلى نفسه؛ لأن النفع الذي يأتي إليه يأتيه من جهة الله -جلّ وعلا -وإن فعل الأسباب هو؛ لكن هذه الأسباب قد يفعلها، ولا تنتج عنها مسبباتها إذا أراد الله أن هذا الأمر لا يترتّب عليه مسببه، فالأمور كلها بيد الله -جلّ وعلا -؛ أما أن الشخص يقع في محذور ويستغيث بحيٍ حاضرٍ قادرٍ يعينه؛ كما إذا هجم عليه لصّ أو سبع، أو أصابه أحدٌ بسوء، وطلب من أحد الناس على أن يعينه على هذا اللصّ الذي اعتدى عليه، أو على هذا السبُع؛ من أجل أن يقتل هذا السبُع، أو من أجل أن يكفّ هذا اللص مثلاً؛ فهذا ليس فيه شيء.
وبناءً على ذلك ينبغي أن يتنبه إلى الفرق بين هذين الأمرين، وهو أن ما كان من خصائص الله -جلّ وعلا- لا يجوز أن يسأل مخلوقٌ، أو أن يوجه السؤال به إلى مخلوقٍ مطلقاً؛ أما الشيء الذي يستطيعه الناس فلا مانع منه، ولا يكون ذلك قدحاً في التوحيد. وبالله التوفيق.