علاقتها بوالدها سيئة وتزوجت وانقطعت عنه، ثم تابت وقررت الرجوع له، لكنه توفي وندمت كيف تكفر عن ذلك؟
- فتاوى
- 2022-01-04
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (8320) من المرسلة م. س، مصرية مقيمة بالمدينة المنورة، تحكي قصةً طويلةً كانت مع والدها منذ الطفولة، وتقول: تعاملي مع والدي كان سيئاً كنت كثيراً ما أرفع الصوت عليه، وإذا كلمني أو كلمته حصل بيننا زعل، تزوجت، ثم أتيت إلى المدينة المنورة مع زوجي للعمل، وقاطعته مدةً طويلة إلا بالاتصالات، ومع مداومة سماعي لبرنامجكم هذا، ولتلاوة القرآن، والاستماع إلى البرامج الدينية أحسست بندمٍ شديدٍ جداً على ما صدر مني تجاه والدي، وعقدت العزم أن أؤدي فريضة الحج، ثم أعود إلى والدي بإذن الله، وأسلم عليه، وأطلب منه المسامحة، ولكن قبل سفري بخمسة عشر يوماً علمت بوفاته دون أن أراه ، وكانت آخر مكالمة منه أنه هنأني بالحج، وطلب مني أن أدعو له كثيراً، وكان مريضاً لمدة عام، ولم يخبرني خوفاً من القلق عليه، الآن أنا أعيش في خوفٍ شديد من عذاب الله، ومن غضبه أن أكون غير بارة به وعاقة، وأن الله لا يتقبل مني، فماذا أعمل مع العلم أني أديت العمرة عنه، وأقرأ القرآن الكريم، وأدعو الله أن يجازي والدي جزاءً حسنا؛ فماذا أفعل؟
الجواب:
من المعلوم أن الله -سبحانه وتعالى- قال: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)}[1]، وقال -جل وعلا-: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ}[2] الآية، وما ذكرته السائلة أنها هي التي أساءت إلى أبيها في معاملاتها معه سواءٌ حينما كانت عنده، أو بعدما سافرت؛ لأنها تقول: بعدما تزوجت أنها قاطعته، ولا شك أن هذا أمر لا يجوز، وعليها التوبة من هذا الأمر، وعليها أن تكثر من الصدقة لوالدها، وتكثر أيضاً من الدعاء له، وإن تيسر لها أن تعتمر عنه، وتحج عنه، فهذا خيرٌ عظيم، وبالله التوفيق.