Loader
منذ 3 سنوات

حكم من هدد زوجته بالطلاق عدة مرات


  • الطلاق
  • 2021-09-23
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1738) من المرسلة السابقة، تقول: ذهبت إلى بيت الله للحج أنا وزوجي، وأنا كنت أصلي لابني الشهيد، وزوجي كان في بيت الله وكفّر أو وكفر - لا أدري يا شيخ عبد الله! وقال لي: سوف أصل البيت وأطلقك، هل حرامٌ أم حلال؟ علماً أنه حصل منه ذلك عدة مرات يقول: أطلقك؛ ولكن لم يحصل هذا، وأنا يتيمة لا يوجد لي أحدٌ حتى أذهب له وأطفالي الذين تربطني بهم الرابطة؛ أرجو منكم أن تنصحوني، هل أبقى معه أو أذهب إلى أي مكان؟

الجواب:

أولاً: فيه ظاهرة من الظواهر وهي: أن الميت إذا مات ، من شدة محبة قريبه له أنه يصلي له، فإذا كان الشخص تاركاً للصلاة يصلي نيابةً عنه، وهذا ليس بمشروع.

وكونه أنه جاء في الحج أنه يُحج عنه ، هذا بالنظر إلى ما ورد فيه من دليل، والصلاة لم يرد فيها دليل، فتبقى على الأصل، فما ورد فيه دليل يقضى عنه، وما لم يرد فيه دليلٌ فإنه يبقى على الأصل؛ لأن العبادات مبنيةٌ على التوقيف.

ثانياً: ما يتعلق بموضوع العلاقة الزوجية فيما بينكِ وبين زوجكِ ، فإذا كان قد صدر منه من الطلاق ما يحرّمكِ عليه، فلا يجوز لك البقاء عنده، وإذا لم يصدر منه ما يوجب التحريم، فإنك تحاولين البقاء معه إذا لم يكن فيه مانعٌ من الموانع الشرعية لكونه لا يصلي؛ لأن كثيراً من الأزواج لا يصلّون، وكثيراً من الزوجات لا تحصل منهن الصلاة، فكثيرٌ من الأزواج يشتكون نساءهم من جهة الصلاة، وكثيرٌ من الزوجات يشتكين أزواجهنّ من ناحية أنهم لا يصلّون، فإذا كان زوجكِ لا يصلّي؛ فلا يجوز البقاء معه ، وكونه يحجّ وهو لا يصلّي، فحجه ليس بصحيح؛ لأن الصلاة هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين.

وعلى كلّ حال فبإمكانك مراجعة قاضي البلد التي تسكنين فيها، وتشرحين له وضعكِ بكتاب منكِ يشتمل على وصف جميع ما حصل من زوجكِ عليك، والقاضي يبيّن لك الطريق الذي تسلكينه من جهة البقاء مع زوجكِ أو عدم البقاء.

ثالثاً: إذا كان زوجكِ يعاملك معاملة سيئةً؛ كبعض الأزواج الذين يضيّقون على النساء من ناحية النفقة، أو الكسوة، أو السكن؛ أو من ناحية المعاملة بالكلام بسوء الأدب. كثيرٌ من الأزواج حينما يكون سلطان الزوجةِ بيده يسلك مسلك التعسف معها، فيسيء معها الأدب في الأقوال والأفعال، فإذا كان الأمر كذلك ، فعليكِ الصبر والاحتساب، ومعاملته بالتي هي أحسن؛ من أجل جمع شمل الأسرة، وتكونين أنتِ السبب في هذا الجمع؛ يُعظم الله لك الأجر، وقد قال -جل ّوعلا-:"وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا"[1]، ويقول -جلّ وعلا-:"وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا"[2]؛ فأنت إذا اتقيت الله -جلّ وعلا- وعاملتيه بالتي هي أحسن؛ فإن الله يأجركِ، ويعوّضك في الدنيا من جهة، وفي الآخرة من جهةٍ أخرى. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (4) من سورة الطلاق.

[2] من الآية (2) من سورة الطلاق.