حكم أخذ الأموال من الأب بدون إذنه بنية الزواج
- فتاوى
- 2021-09-01
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1101) من المرسل ت.ع.ر، من جدة، يقول: أنا شاب أبلغ من العمر الرابعة والعشرين تقريباً، وأفكر في الزواج، ولكن والدي لا يوجد لديه الحماس لتزويجي، رغم أني فاتحته في هذا الموضوع أكثر من مرة، وأنا أعمل معه في التجارة، وهو والحمد لله من الناحية المادية موسر، وقد فكرت بأن أجمع مبلغاً ليساعدني على الزواج من حيث إنني أعمل لديه، وأستطيع أن آخذ هذا المبلغ، ومقداره خمسون ريال يومياً بدون علمه بذلك؛ لغرض الزواج فقط، ولا أريده لغير ذلك، فهل يحق لي ذلك؟علماً بأن والدي قد أخرجني من المدرسة من قبل ست سنوات، ولم يتح لي الفرصة بأن أجمع أي مبلغ إلى الآن، فهل من حقي ذلك؟
الجواب:
نظرتك إلى الإسراع في الزواج هذه نظرة سليمة, فقد قال النبي ﷺ: « يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج »، إلى آخر الحديث، فهذا فيه دلالة على الترغيب بالإسراع في الزواج، وكونك تعمل عند أبيك ممتثلاً أمره، باراً به، ومراعياً لظروفه، هذا تؤجر عليه إن شاء الله تعالى، وكونك تستطيع أن تأخذ خمسين ريالاً يومياً لتحفظها من أجل أن يكون الجميع مهراً للزواج، وذلك بدون علم أبيك، هذا قد لا يكون فيه مصلحة لك باعتبار المستقبل؛ لأن والدك لا بد أن يعلم عن هذا عندما تريد أن تتزوج، فقد تخبره بهذا قبل الزواج، وقد تخبر أحداً من الناس، ويبلغ والدك بهذا، وعند ذلك يحصل من أبيك عليك ضرر، وقد يقاطعك في هذا.
والطريق السليم الذي تسلكه هو أنك تتفاهم مع أبيك من جهة الإسراع في الزواج، وتوسط بعض الأشخاص الذين يستطيعون التأثير عليه، وبخاصة من أصدقائه الذين يتعامل معهم، أو من أحد الجيران، أو من أقاربه الذين يكبرونه سناً، أو يصغرونه، ولكنه يثق منهم، فإذا لم يوافق على زواجك، فإنك تبحث معه من جهة أخرى أنه يجعل لك مرتباً من المال، يستلمه منك، أو أنه يسمح لك، وتطلب الرزق من أجل أن تجمع مالاً يكون أساساً لأداء المسؤولية المُلقاة على عاتقك في المستقبل.
أما كونك تأخذ بدون علمه، فإنني أنصحك أن لا تأخذ شيئاً لما سبق من أنه قد يترتب على ذلك آثارٌ سيئة.
ومن جهةٍ ثانيةٍ: ما ذكرته من أنه أخرجك من المدرسة منذ ست سنوات، فهذا في الحقيقة أمرٌ يرجع إليك وإليه؛ لأنه قد يكون هناك سبب موجب لإخراجك، وأنت لم تذكره في السؤال، وبالله التوفيق.