Loader
منذ سنتين

ما أثر الدعاء وذكر الله في حياة القلوب؟


  • فتاوى
  • 2022-02-21
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (9972) من المرسل السابق، يقول: ما أثر الدعاء وذكر الله في حياة القلوب؟

الجواب:

        الدعاء لا شك أن له فضلاً عظيماً. والدعاء منه ما هو واجبٌ، ومنه ما هو مستحبٌ فالواجب يكون في الصلاة في مواضع منها، ويكون -أيضاً- مستحباً عند حاجة الإنسان، أو عند حصول سببٍ من الأسباب. والدعاء يكون دعاء عبادة، ويكون دعاء مسألة.

        فدعاء المسألة هو أن يسال العبد ربه جلب نفعٍ أو دفع ضرّ؛ سواء كان ذلك في أمور الدنيا، أو كان ذلك في أمور الدين، وسواءٌ كان ذلك فيما بينه أو بين الله -جل وعلا-، أو فيما بينه وبين الناس. وقد يكون الدعاء قاصراً على نفس الإنسان، وقد يكون متعدياً يدعو لغيره؛ هذا هو دعاء المسألة.

        أما دعاء العبادة فهو لا يطلب العبد جلب نفعٍ ولا يطلب دفع ضرٍ، وإنما هو محض تعبدٍ، فمثلاً كون الإنسان يكثر من ذكر الله -جل وعلا-، وقد قال موسى لربه: « يا رب علمني دعاء أدعوك به، قال: يا موسى، قل لا إله إلا الله، قال: يا ربي كل عبادك يقولون: لا إله إلا الله، قال: يا موسى، لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري، والأرضين السبع في كفة لمالت بهن لا إله إلا الله ». فهذا يدل على فضل هذه الكلمة، فالإنسان يكثر من ذكر الله -جل وعلا-.

        ومما يحسن التنبيه عليه أن الشخص عندما يعوّد نفسه على كثرة ذكر الله فإنه يألف ذلك. وقد يذكر الله -جل وعلا- إذا كان مريضاً، فقد عُهد من أشخاصٍ يكثرون من ذكر الله في صحتهم، ولما جاءهم المرض صاروا يكثرون منه حتى في سكرات الموت تجدهم يكثرون مما كانوا يرددونه وهم صحاح.

        ومن أفضل الذكر: تلاوة القرآن.

        فالمقصود هو أن الدعاء دعاء عبادة ودعاء مسألة. وعلى الشخص أن يحرص على كثرة الدعاء ويعوّد لسانه على ذلك.

        وفيه كتب مؤلفة خاصة في الدعاء؛ مثل: كتاب (الأذكار) للنووي، وكتاب (عمل اليوم والليلة) للنسائي، و(عمل اليوم والليلة) لابن السني. وعلى الإنسان أن يأخذ كتاباً منها وينظر في الأدعية؛ سواء كان الدعاء دعاء عبادة، أو كان الدعاء دعاء مسألة. وبالله التوفيق.