Loader
منذ سنتين

حكم الخروج من منى قبل رمي الجمرة الثالثة ، وماذا يجب على من قام بهذا الفعل؟


الفتوى رقم (3522) من المرسلة السابقة، تقول: في اليوم الثاني عشر رمينا الجمرة الثانية، وعند العصر في اليوم نفسه، جاء الباص وأجبرنا مكرهين على الخروج من منى، وقالوا لنا: من تعجّل في يومين، فلا إثم عليه، وأنا امرأة لا أستطيع البقاء منفردةً في منى حتى أرمي الجمرة الثالثة وأترك الجماعة، مع العلم أن محرمي الذي يرافقني كان مريضاً، فاضطررنا للذهاب معهم، فذهبنا إلى مكة وطفنا طواف الوداع، ثم خرجنا من مكة. والسؤال: هل يلزمنا شيء لأننا لم نرمِ الجمرة الثالثة، مع العلم أننا لم نوكّل أحداً للرمي عنا، والسبب كما أخبرتكم هم أصحاب الحملة؟

الجواب:

        إذا كان المقصود من السؤال هو: ترك رمي الجمرة في اليوم الثالث عشر، وأنه حصل منهم التعجّل في اليوم الثاني عشر في آخر النهار، فتعجّلهم أمرٌ مشروع؛ لأن الله تعالى قال: "وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى"[1] ويكون عملهم هذا من جهة التعجّل، وعملهم من جهة طواف الوداع واقعاً في محلّه، وليس عليهم شيء.

وإذا كانوا قد تركوا جمرة من الجمرات في اليوم الحادي عشر، فيجب على كلّ واحدٍ فدية تذبح في مكة، وتوزّع على فقراء الحرم.

أما ما ذكرته السائلة من أنها أُجبرت على الذهاب من منى قبل رمي الجمرة الثالثة، ولعلها تريد جمرة العقبة، فلا شك أن الشخص الذي يريد أن يحمل حُجّاجاً على ذمته، مثل: أصحاب الحملات، واجبٌ عليهم أن يتقوا الله -جلّ وعلا- في هؤلاء الحُجّاج من جهات كثيرة، لكن من أهم هذه الجهات: ألا يتسببوا في إيقاع الحُجّاج بحرجٍ في حجّهم، كأن يسكّنوهم خارج عرفة وذلك من أجل راحتهم، يعني: راحة المؤجّر. أو أن يجعلوهم في غير مزدلفة، وذلك من أجل ألا يكون هناك زحام، أو أن يسكنوهم خارج منى، وذلك من أجل ألا يكون هناك زحام عليهم، أو أن يدفعوا بهم من عرفة قبل غروب الشمس، أو أن يدفعوا بهم من مزدلفة قبل أدائهم المبيت الواجب، أو أن يدفعوا بهم من منى قبل تمكنهم من أداء الرمي في اليوم الثاني عشر -كما ذكرته السائلة- فعليهم أن يتقوا الله فيهم من جهة أدائهم لمناسك الحج، فلا يفوتهم الحج، أو أنهم لا يحملونهم تكاليف الدماء التي يكون فيها جبرٌ لحجّهم؛ لأن الإنسان عندما يترك شيئاً من الواجبات لا بدّ أن هذا الواجب سيكون له حكم، فعلى أصحاب القوافل أن يراعوا هذه الأمور، وليعلموا أنهم مسؤولون أمام الله -جلّ وعلا-.

وألا يتجهوا إلى الحرص على توفير مصلحتهم، وإن كان ذلك على حساب ذمّتهم ودينهم، فكثيرٌ من الناس مهتم بمصالح دنياه، وإن تضرّر دينه، فعلى العبد أن يتقي الله -جلّ وعلا-. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (203) من سورة البقرة.