ترى من أقاربها ما يخالف الشريعة، وتنكر عليهم ولا تعرف الدليل وتسكت وتنكر بقلبها، فهل تبرأ ذمتها بمجرد إخبارهم؟
- فتاوى
- 2022-01-01
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (8039) من مرسلة لم تذكر اسمها، تقول: أرى من أهلي وأقاربي أشياء تكون تخالف ما جاءت به الشريعة، وإن عملهم هذا عن طريق الجهل، كلما أنكرت عليهم سألوني عن الدليل الذي ينص على تحريم هذا الأمر، وأنا لست متفقهة ولا صاحبة علم كثير، فأكتفي بالسكوت، وأنكر بقلبي، وهذه الأمور تضايقني كثيراً، وتسبب لي في نفسي الحرج، حتى إنهم أحياناً يعملون كبائر الذنوب، فهل أكون بهذا قد برّأت ذمتي أمام الله بمجرد تحريم الأمر عليهم؟
الجواب:
الرسول ﷺ يقول: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه... » الحديث.
لكن الشخص الذي يتولى تغيير المنكر يكون عالِماً بما يأمر، وعالِماً بما ينهى عنه، وحكيماً فيما يأمر به، وحكيماً فيما ينهى عنه.
وهذه السائلة تقول بأنها لا تعرف، وليست بمتفقهة، ولا تعرف الأدلة للمسائل التي تنكرها، فكيف تنكرها مع أنها لا تعرف دليلاً يدل على أنها من المنكر؟
ومما يؤسف له أن هذا موجود عند بعض الناس؛ فتجد أنه ينكر أمراً من الأمور الواجبة، أو يُقر أمراً من الأمور المحرمة، والله -جل وعلا- يقول لنبيه ﷺ: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}[1]، ويقول: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[2]، فالإنسان عندما يكون عنده علم، ويعرف دليل هذه المسألة، ويرى شخصاً قد خالف في الأمر الشرعي، يقول: يا أخي، أنت خالفت الأمر الشرعي، والدليل على ذلك هو كذا وكذا، وبالله التوفيق.