حكم زيارة القبور وخاصة للنساء
- الجنائز
- 2021-07-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5179) من المرسل السابق، يقول: ما حكم زيارة القبور وخاصة للنساء؟
الجواب:
زيارة القبور مشروعة للرجال؛ لأنها تُذكِّر المصير الأول للإنسان بعد انتقاله من هذه الحياة، ولهذا الرسول ﷺ قال: « زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة »، فالشخص عندما يزور القبور يتذكر في نفسه أنه سيكون مثل هؤلاء في يومٍ من الأيام، وبعد ذلك يعود إلى نفسه ويحاسبها عما مضى من أعماله فيما مضى من عمره، وينظر هل فرط في شيءٍ من الواجبات، هل ارتكب شيئاً من المحرمات، هل فرط في شيءٍ من حقوق الله، هل فرّط في شيءٍ من حقوق الناس، هل هذا الحق من الحقوق البدنية هل هو من الحقوق المالية، هل يمكن تدارك هذا الشيء الذي تركه أو لا يمكن تداركه، وهل يمكن الإتيان ببدله أم لا يمكن الإتيان ببدله، وهل يمكن أن تكفي التوبة والرجوع إلى الله جل وعلا أم أنه لا بد من رد الحق إلى صاحبه.
فعلى سبيل المثال إذا فرضنا أن هذا الشخص قد تهاون في أداء زكاة ماله فهذا يمكن تداركه، وإذا كان الشخص قد غصب مالاً لشخصٍ أو أخذ رشوةً أو تعامل في ربا أو غير ذلك من الأمور التي يمكنه أن يعالجها حسب المقتضيات الشرعية، فعندما يحاسب نفسه فهو يخفف على نفسه من ناحية ذنوبه التي علقت بنفسه من ناحية الأسباب التي ليست بمشروعة، ولا ينبغي للشخص أن يتهاون في الأمور. فقد قال الله جل وعلا: "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) "[1]، كما أنه لا يتعاظم الأمور في جانب الله جل وعلا فإن الله أرحم للعبد من نفسه، فقد قال تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"[2], وبالتالي يكون هذا الشخص قد تأثر في زيارته للقبور، أما النساء فلا يجوز لهن زيارة القبور؛ لأن النبي ﷺ نهى عن ذلك. وبالله التوفيق.