الذي يسهو في رمضان أو ينسى وأكل دون أن يعرف أنه صائم
- الصيام
- 2021-04-27
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (9) من المرسل ع. أ يمني مقيم في المملكة، يقول: الذي يسهو في رمضان أو ينسى وأكل دون أن يعرف أنه صائم، ولم يتذكر أنه صائم إلا عند تناوله اللقمة الثانية، فماذا عليه؟ وهل يتوقف عن الأكل؟ وهل صيامه ذلك اليوم صحيح؟
الجواب:
من أكل ناسياً وهو صائم فإن صيامه صحيح؛ لورود الأدلة الدالة على ذلك من الكتاب والسنة:
1- فمن الكتاب قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}[1].
2- ومن السنة قول النبي ﷺ: «إذا نسي فأكل وشرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه »[2].
3- ولو كان القضاء واجباً على من أكل ناسياً لبينه الرسول ﷺ؛ لأن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز في حقه ﷺ بإجماع أهل العلم.
ومما يحسن التنبيه عليه هنا:
أن النسيان من الأمور التي ليس للإنسان فيها اختيار، وهذه المسألة المسؤول عنها فرع من فروع قاعدة المشقة تجلب التيسير، فمن تيسير الله -جل وعلا- على عبده أنه إذا أكل ناسياً أو شرب ناسياً فإنه يمضي في صيامه، ويكون صحيحاً.
لكن لو أن الشخص إذا كان ناسيا فأكل وذكر في أثناء أكله، واستمر في الأكل، أو كان يشرب ماء فذكر في أثناء الشرب، فاستمر في الشرب، فإن صيامه لا يكون صحيحاً؛ لأنه استمر على الأكل وعلى الشرب بعد التذكر، أما إذا قطعه عند التذكر فإن صيامه يكون صحيحاً، وبالله التوفيق.
[2] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصوم، باب الصائم إذا أكل أو شرب ناسياً (3/31)، رقم (1933)، ومسلم في صحيحه، كتاب الصيام، باب أكل الناسي وشربه وجماعه لا يفطر(2/809)، رقم(1155).