حكم من نذر إن فعل معصية يصوم ثلاثة أيام
- الأيمان والنذور
- 2021-12-04
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (2337) من المرسل السابق، يقول: عبدٌ يقع في المعصية ويتوب، ثم يقع فيها ثانيةً ويتوب، وأصبح يقع كثيراً ويتوب، ثم نذر إن وقع في هذه المعصية أن يصوم ثلاثة أيام، هل هذا النذر يتنافى مع التوبة النصوح؟ وهل هناك أمل في أن يعود إلى حظيرة الصالحين والمؤمنين؟
الجواب:
الإنسان إذا حصل منه شيءٌ من الذنوب في أول مرة، وبعد ذلك ندم وتاب إلى الله توبةً صادقةً، ولم يعقد قلبه على العزم على العود إلى هذا الذنب، أما إذا تاب وفيه نيته أنه يعود إليه، فهذه ليست بتوبة، هذه توبةٌ اسمية، وليست بتوبةٍ شرعيةٍ حقيقية. فعليه أن يعيد النظر في نفسه من جهة صدق توبته من عدمها، وعلى هذا الأساس ينبغي له أن يتوب توبةً صادقةً الآن، ويرجع إلى الله -جلّ وعلا- رجوعاً صحيحاً، ويكثر من الأعمال الصالحة، ويترك الأعمال المحرّمة والأقوال المحرّمة، ويكثر من مجالسة أهل الصلاح، ويحضر مجالس الخير ومجالس الذكر، ويبتعد عن قرناء السوء، وعن مجالس السوء، ويقبل على الله -جلّ وعلا-، والله تعالى يقول: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"[1]، ولا ينبغي للإنسان أن يسيء ظنه بربه؛ بل عليه أن يحسن الظن بربه، فإن الله تعالى يقول: « أنا عند ظن عبدي بي ».
وأما الأيام التي نذرها فإنه يصومها، لعموم قوله ﷺ:« من نذر أن يطيع الله فليطعه » فهذا نذر أن يطيع الله في حالة ما إذا اقترف هذه المعصية، ولا شك أن اقترافه المعصية يعتبر ذنباً؛ لكن عليه أن يرجع إلى الله كما سبق بيانه، وأن يفي بنذره بصيام ثلاثة الأيام. وبالله التوفيق.