الفتوى رقم (5774) من المرسلة، تقول: هل يجب اتفاق الزوج والزوجة على تسمية ابنهما في حال أن الزوجة وهي التي حملت وتعبت لا ترضى بالاسم الذي اختاره الزوج، مع أنه مصر على الاسم الذي يريد. والزوجة مصرة على أنها غير راضية على هذا الاسم، ما هو توجيهكم؟

الجواب:

        الخلافات التي تقع بين الزوجين تتنوع إلى أنواع ٍكثيرة؛ لكن منها نوعٌ يكون بسيطاً؛ بمعنى: إن موافقة أحد الطرفين للآخر لا يترتب عليها تحريم حلالٍ ولا تحليل حرام، ولا يترتب عليها فوات مصلحة، ولا يترتب عليها جلب مفسدة؛ وإنما مجرد رغبة نفسية كما حصل في هذا السؤال.

        فإذا حصل مثل هذا النوع من الخلاف؛ فإذا رأت المرأة أن الرجل مصمم في التسمية والتسمية مشروعةً فإنها توافق على ذلك. وإذا أنجبت ولداً آخر في المستقبل فتسميه بالاسم الذي تريده، ويمكن أن يحصل اتفاق فيما بينها وبين زوجها على أن هذا الولد يسمّى بالاسم الذي يرضاه أبوه، أما الولد الذي سيأتي مستقبلاً يسمّى بالاسم الثاني، وبهذا يحصل الوِفاق بينهما؛ لأن إزالة أسباب الخلاف بين الزوجين هذا من مصلحتهما جميعاً ومن مصلحة الأولاد إذا كانا قد رُزقا بأولاد؛ أما إذا دبّ الخلاف بينهما واستمر ولو كان الخلاف بسيطاً فقد يتعصب الرجل لنفسه وينتصر لنفسه، وبعد ذلك يطلق الزوجة، وقد يطلقها طلاقاً بائناً لا رجعة فيه إلا بعد زوج، ويكون عندها أولاد وبعد ذلك تقع هي في حرج، وهو -أيضاً- يقع في حرج، والأولاد يقعون في حرج، فعلى كلّ واحدٍ من الزوجين أن يفكر في ذات الخلاف وعلى الطريقة التي يحل بها الخلاف بحيث إن حل الخلاف يجلب المصلحة ويدرأ المفسدة. وبالله التوفيق.