Loader
منذ سنتين

توجيه لمن أصيبت بمرض الوسوسة


  • فتاوى
  • 2021-12-23
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4663) من مرسلة لم تذكر اسمها، تقول: أنا فتاة متمسكة ولله الحمد، ولكن انتابني هذا المرض النكد، وهو الوسوسة، وأريد التوجيه؟

 الجواب:

        الوسواس لا شك أنه مرض من الأمراض التي تعتري الشخص، والشيطان يتسلط على الإنسان مع وجود هذا المرض.

        والوسواس يكون له أسباب، ومن أسبابه: أن الشخص تكون عنده مشاكل مالية، مشاكل عائلية، مشاكل سلوكية، مشاكل وظيفية إلى غير ذلك من المواضع التي تكون منشاً للمشاكل، فيكون عنده اضطراب في شخصيته، وبالتالي يفقد التركيز في الأعمال التي يؤديها، ومن ذلك فوات تركيزه من جهة الوضوء ومن جهة الصلاة.

        فقد سألني سائل وقال: أدخل أتوضأ لصلاة المغرب عند آذان المغرب ويؤذن العشاء وأنا لازلت في الحمام ما أكملت وضوئي لصلاة المغرب!

        وحُدثت عن شخصٍ أنه يجلس يتوضأ للصلاة خمس ساعات، وسألني بعض الأشخاص أنه يعيد الصلاة عشر مرات.

        ولا شك أن هذا مرضٌ من الأمراض، فينبغي لمن أصيب بهذا المرض أن يبحث عن السبب الذي نشأ منه هذا المرض، فإذا كان ناشئاً عن ناحية مالية سعى في علاجها ويستعين بمن يرجو منه أن يعينه على ذلك، وهكذا إذا كان من ناحية وظيفيةٍ، أو من ناحيةٍ تجارية، أو غير ذلك من الأمور.

        أما إذا لم يكن هناك سبب وإنما راجع إلى ضعف الإرادة عند الشخص، فهذا يحتاج إلى أن يعالجها هو بنفسه وذلك برفض هذه الأمور المتكررة، فعندما يتوضأ مرة واحدة لا يعيد الوضوء، عندما يصلي لا يعيد الصلاة وهكذا؛ لأنه كما يعرض له في الوضوء والصلاة يعرض له أيضاً في الصيام ويعرض له أيضاً في طوافه في الحج، وفي طوافه في العمرة، وفي سعيه في الحج، وفي العمرة، فالشيطان يتسلط عليه، فينبغي أن يعود إلى نفسه، وأن يسعى في تقوية إرادته وذلك برفض تكرار هذه الأمور.

        ومما يحسن التنبيه عليه في هذا المقام هو: التنبه إلى الفرق بين الشك وبين الوسوسة، فإن الشك يقل وقوعه، يندر وقوعه، وأما الوسوسة فإنها تكثر في الإنسان.

        فعندما يحصل عنده كثرة في تكرار الوضوء، كثرة إعادة الصلاة، فإنه يجب عليه أن يرفض هذا التكرار ويقتصر على الوضوء الشرعي وعلى الصلاة الشرعية، وعندما يأتيه الشيطان، ويقول له انتقض وضوءك، أو يعرض له في أو صلاته أو ما إلى ذلك، فإنه يرفض هذه الأمور،  ويستعين بالله جل وعلا. وبالله التوفيق.